في موقف غير مسبوق، أصدرت 25 دولة غربية، من بينها بريطانيا وفرنسا وكندا، بيانًا مشتركًا تدين فيه ما وصفته بـ”القتل اللاإنساني” للمدنيين الفلسطينيين في غزة، وتدعو إسرائيل إلى إنهاء الحرب فورًا والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود.
مقتل مئات المدنيين أثناء طلب المساعدات
البيان أشار إلى أن أكثر من 800 مدني فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، خاصة بالقرب من مواقع توزيع تديرها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، والتي حظيت بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل لتحل محل شبكة الأمم المتحدة في إدارة توزيع الإغاثة.
انتقادات لنموذج إيصال المساعدات الإسرائيلي
وصفت الدول الغربية النموذج الذي تعتمده الحكومة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بأنه “خطر ويؤدي إلى زعزعة الاستقرار”، مشيرة إلى أنه يحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية. وأضاف البيان أن المعاناة التي يعيشها المدنيون في غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة. ويعكس هذا التصريح حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. كما يُبرز فشل الجهود الدولية في كبح التصعيد. وبالرغم من المطالبات المتكررة، لا تزال الأوضاع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
مطالبات بوقف فوري للحرب
من بين الدول الموقعة على البيان، توجد أربع من أصل خمس دول ضمن تحالف “العيون الخمس” الاستخباراتي، الذي يضم الولايات المتحدة. اللافت أن العديد من هذه الدول تعتبر من الحلفاء التقليديين لإسرائيل. كما شمل البيان دعوة عاجلة لرفع القيود عن دخول المساعدات، وتمكين منظمات الإغاثة، بما في ذلك الأمم المتحدة، من العمل بأمان وفعالية داخل القطاع.
ردود إسرائيلية غاضبة
في المقابل، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية البيان واعتبرته “منفصلًا عن الواقع”، وقالت إنه يرسل رسالة خاطئة لحركة حماس. كما صرح وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بعد لقائه مع نظيره البريطاني، بأن “حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن معاناة سكان غزة واستمرار الحرب”.
أميركا تدافع عن إسرائيل
السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، وصف البيان المشترك بأنه “مقزز”، معتبرًا أن تحميل إسرائيل المسؤولية أمر “غير منطقي”، مشيرًا إلى أن حماس ترفض كل المبادرات لوقف الحرب.
اجتياح إسرائيلي جديد لمدينة دير البلح
بالتزامن مع صدور البيان، اقتحمت الدبابات الإسرائيلية مناطق في جنوب وشرق مدينة دير البلح وسط القطاع لأول مرة. وأفادت مصادر محلية أن الغارات تسببت في سقوط قتلى جدد، وسط دمار واسع طال البنية التحتية والمباني السكنية.
انتقادات متواصلة لمؤسسة غزة الإنسانية
واجهت مؤسسة غزة الإنسانية، التي تعتمد على شركات أمنية ولوجستية أميركية خاصة، اتهامات بتجاوز المعايير الإنسانية وتهميش دور الأمم المتحدة، الأمر الذي تنفيه المؤسسة. الأمم المتحدة، من جانبها، وصفت هذا النموذج بأنه “غير آمن ويهدد الحياد الإنساني”.
دعم مالي بريطاني إضافي
وفي خطوة موازية، أعلنت الحكومة البريطانية عن تخصيص 60 مليون جنيه إسترليني (نحو 80.9 مليون دولار) كمساعدات إنسانية إضافية لغزة.
في النهاية، يظهر هذا البيان تحولًا واضحًا في مواقف بعض الحلفاء التقليديين لإسرائيل، ويزيد الضغط الدولي من أجل وقف إطلاق النار وفتح المجال للمساعدات الإنسانية. وبينما تتصاعد الدعوات الدولية، يظل المدنيون في غزة عالقين بين نيران الحرب ومطالبات السلام.