أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحرب الجارية في قطاع غزة لن تنتهي ما لم تُعلن حركة حماس استسلامها الكامل. وقال في تصريح نقله الإعلام الإسرائيلي: “اللحظة التي تلقي فيها حماس سلاحها وتستسلم، وربما نسمح لها بالمغادرة، عندها فقط ستتوقف الحرب”.
هجوم سياسي على إيران وتصريحات مثيرة للجدل
واصل نتنياهو هجومه السياسي، مشيرًا إلى استحالة التوصل إلى سلام مع “النظام الإيراني”، مؤكدًا أن “الشعب الإيراني يسعى للإطاحة به”. وفي تصريحات مثيرة، قال إن “الأميركيين الذين لا يدعمون إسرائيل لا يدعمون الولايات المتحدة”، مما يسلط الضوء على تزايد التوتر في العلاقات الدولية المرتبطة بالحرب.
تحذيرات أميركية وتحرك في ملف الهدنة
في سياق متصل، كشفت شبكة سي إن إن الأميركية عن تحذير وجهته واشنطن إلى حركة حماس، مفاده أن صبرها “شارف على النفاد”. كما طالبت الولايات المتحدة برد سريع على مقترح هدنة جرى عرضه قبل أسبوع، ويتضمن اتفاقًا لتبادل الأسرى ووقفًا مؤقتًا لإطلاق النار.
وأكد المصدران للشبكة أن واشنطن منحت حماس ضمانات بمشاركة إسرائيل في مفاوضات تهدف لإنهاء الحرب خلال فترة تهدئة مدتها 60 يومًا. لكن أحدهما شدد على أن هذه الضمانات “ليست مفتوحة”، وقد تسحب في حال لم توافق الحركة قريبًا.
العقبات في الموقف الإسرائيلي
رغم الضغط على حماس، إلا أن مسؤولين مشاركين في المفاوضات أكدوا أن إسرائيل كانت تمثل العقبة الأهم في الأسابيع الأخيرة. وتتمثل أبرز العراقيل في رفض تل أبيب تقديم خرائط واضحة لانسحاب قواتها من قطاع غزة، وهو ما تصر عليه حماس كشرط أساسي لأي اتفاق مستقبلي. كما أكدت مصادر مطلعة أن اتفاقًا نهائيًا قد يبرم خلال الأيام المقبلة، إذا وافقت قيادة حماس في غزة على الصيغة الحالية للمقترح.
تدخل قطري وتسريع التفاهمات
أوضحت مصادر دبلوماسية أن اللقاء الأخير بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، ساهم في تسريع التفاهمات. كما تركزت المباحثات على النقاط العالقة، وخصوصًا ضمانات وقف دائم لإطلاق النار، وتحديد خرائط الانسحاب بدقة.
موقف حماس: تريث ومشاورات داخلية
فيما يتعلق برد حماس، نقلت الشبكة أن القيادي خليل الحية أبدى ميلًا إيجابيًا تجاه المقترح خلال محادثات غير معلنة. إلا أن القرار النهائي لا يزال بيد قيادة الحركة في غزة، والتي تتحمل مسؤولية تنفيذ أي اتفاق ميداني. في المقابل، نفى المتحدث باسم الحركة باسم نعيم صحة هذه التسريبات، مؤكدًا أن “المشاورات الداخلية لا تزال جارية، ولم يصدر أي موقف رسمي حتى الآن”.
تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الغضب الشعبي والدولي من استمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقد أسفرت الحرب حتى الآن عن أكثر من 193 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب مجاعة كارثية وأوضاع إنسانية مأساوية.