تراجعت مؤشرات الأسهم العالمية بشكل حاد يوم الجمعة، عقب توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يفرض تعريفات جمركية مرتفعة على واردات الولايات المتحدة من عدة شركاء تجاريين. كما انخفض مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي بنسبة 1.3٪، ليرتفع إجمالي خسائره الأسبوعية إلى قرابة 2٪، وهي أكبر خسارة أسبوعية منذ الإعلان عن تعريفات مماثلة في أبريل.
تأثير مباشر على الأسواق الأمريكية والآسيوية
شهدت العقود الآجلة لمؤشري “ناسداك” و”S&P 500″ تراجعًا بنحو 1٪. وفي آسيا، هبط مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة (MSCI) لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 1.5٪، لتصل خسائره الأسبوعية إلى 2.7٪. كما انخفض مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.7٪، وتراجع مؤشر “هانغ سنغ” في هونغ كونغ بأكثر من 1٪.
تفاصيل الرسوم الجمركية الجديدة
شملت الإجراءات الأميركية الجديدة فرض تعريفات جمركية بنسب متفاوتة، تراوحت بين 10٪ و41٪. ومن أبرز هذه التعريفات، فرض رسوم بنسبة 25٪ على الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى رسوم قدرها 20٪ على صادرات تايوان. كذلك، فرضت واشنطن تعريفات بنسبة 19٪ على المنتجات التايلاندية، بينما بلغت الرسوم على الصادرات الكورية الجنوبية 15٪. كما رفعت واشنطن الرسوم على السلع الكندية من 25٪ إلى 35٪، باستثناء المنتجات المشمولة باتفاقية التجارة بين أميركا والمكسيك وكندا، بينما مُنحت المكسيك مهلة تفاوضية لمدة 90 يومًا قبل سريان الزيادات.
الأسواق تتأقلم رغم القلق
قالت “ويي ياو”، كبيرة الاقتصاديين في بنك “سوسيتيه جنرال”، إن الإعلان جاء “أسوأ من المتوقع”، لكن رد فعل السوق لم يكن حادًا كما في أبريل، مضيفة أن الأسواق أصبحت أكثر تقبلًا لفكرة تعريفات تتراوح بين 15٪ و20٪.
ترقب بيانات الوظائف الأميركية
ينتظر المستثمرون بيانات التوظيف الأميركية التي ستصدر لاحقًا، وسط توقعات بإضافة 110 آلاف وظيفة جديدة في يوليو. وقد يؤدي أي مفاجأة صعودية إلى تقليل فرص خفض الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل.
تأثير محدود على توجهات الفيدرالي
أشار الخبير الاستراتيجي في “ING”، فرانشيسكو بيسولي، إلى أن رئيس الفيدرالي، جيروم باول، يولي اهتمامًا خاصًا لمعدل البطالة المتوقع أن يرتفع بشكل طفيف من 4.1٪ إلى 4.2٪، وهو ما لا يشكّل “جرس إنذار” حقيقي.
قوة الدولار وتراجع الين
ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 1.5٪ هذا الأسبوع، وهي أكبر زيادة أسبوعية منذ سبتمبر 2022، مستفيدًا من تراجع توقعات خفض الفائدة.
في المقابل، تراجع الين الياباني إلى أدنى مستوياته منذ أبريل، بعد أن ثبت بنك اليابان أسعار الفائدة، مع رفع طفيف لتوقعات التضخم دون الإشارة إلى تشديد قريب.
أسواق السندات والسلع
في أسواق المال، شهدت عوائد السندات تحركات متباينة. إذ انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين نقطة أساس واحدة ليصل إلى 3.9449٪، في حين ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 3 نقاط أساس ليسجل 4.388٪. في المقابل، واصلت أسعار النفط تراجعها، حيث انخفض خام برنت بنسبة 1٪ ليصل إلى 70.97 دولارًا للبرميل، كما هبط الخام الأميركي بنفس النسبة إلى 68.53 دولارًا. وبالتزامن مع هذه التقلبات، ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.3٪ ليصل إلى 3298 دولارًا للأونصة، مدعومًا بحالة عدم اليقين في الأسواق.
تداعيات أوسع في الأفق
بينما تهتز الأسواق بفعل التصعيد التجاري الأميركي، يبقى الترقب سيد الموقف، خصوصًا تجاه قرارات الفيدرالي المقبلة التي ستتأثر بشكل مباشر ببيانات سوق العمل. وفي الأثناء، يتكيف المستثمرون مع واقع اقتصادي يتغير بسرعة، وسط توترات جيوسياسية وتجارية لا تهدأ.