في تطور نادر وسط الحصار المفروض على قطاع غزة، أفادت قناة “القاهرة الإخبارية” المصرية أن شاحنتين محملتين بـ107 أطنان من الديزل تستعدان لدخول القطاع، بعد أشهر من القيود المشددة التي فرضتها إسرائيل على دخول المساعدات.
نقص الوقود يهدد المستشفيات
أكدت وزارة الصحة في غزة أن نقص الوقود أدى إلى تدهور خطير في الخدمات الصحية، حيث بات الأطباء يركزون فقط على إنقاذ الحالات الحرجة والمصابين بجروح بالغة، في ظل توقف العديد من الأجهزة الطبية. ورغم الإعلان عن دخول الشاحنات، لم تصدر أي تأكيدات رسمية حول ما إذا كانت قد دخلت بالفعل إلى القطاع.
الجوع يتفاقم وعدد الضحايا في ارتفاع
قالت وزارة الصحة في غزة إن ستة أشخاص آخرين لقوا حتفهم بسبب الجوع وسوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 175 ضحية، من بينهم 93 طفلًا، منذ بداية الحرب.
في المقابل، تواصل إسرائيل تحميل حركة حماس مسؤولية الأوضاع الكارثية في غزة. ومع ذلك، ونتيجة للضغوط الدولية المتزايدة، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن بعض الإجراءات لتخفيف الأزمة. من بين هذه الخطوات، وقف إطلاق النار بشكل مؤقت لعدة ساعات في مناطق محددة، إضافة إلى تفعيل مسارات آمنة لمرور قوافل الإغاثة. كما وافقت إسرائيل على تنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات، رغم تأكيد الأمم المتحدة أن هذه الوسيلة غير كافية مقارنة بالحاجة الميدانية المتصاعدة.
مساعدات غير كافية ونهب متزايد
وكالات الأمم المتحدة شددت على أن الإسقاط الجوي غير كافٍ، مطالبة إسرائيل بفتح المزيد من المعابر البرية لإيصال الإمدادات إلى غزة. ومن جهتها، ذكرت وكالة “كوغات” الإسرائيلية أن 35 شاحنة مساعدات دخلت غزة منذ يونيو، معظمها خلال يوليو. بينما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس أن نحو 1600 شاحنة مساعدات وصلت بعد تخفيف القيود أواخر يوليو، إلا أن شهود عيان ومصادر في حماس أشاروا إلى أن العديد من الشاحنات تعرضت للنهب من قبل نازحين مسلحين ومواطنين يائسين.
التصعيد العسكري مستمر رغم دخول الوقود
في سياق متصل، أفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل ما لا يقل عن 18 شخصًا الأحد بنيران إسرائيلية، بينهم مدنيون كانوا يحاولون الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات في جنوب ووسط القطاع. وشملت الضحايا أحد العاملين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بعد قصف طال مقر الجمعية في خان يونس، ما أدى إلى اندلاع حريق في الطابق الأول.
في ختام المشهد الإنساني المتفاقم في غزة، يبقى دخول شاحنات الوقود خطوة محدودة لا ترقى إلى مستوى الاحتياجات الهائلة على الأرض. ومع استمرار القصف ونقص الإمدادات الطبية والغذائية، تتعاظم معاناة السكان، خاصة الأطفال والمرضى والنازحين. وبين المبادرات الإغاثية المحدودة والواقع الميداني القاسي، تبرز الحاجة إلى حل جذري يضمن تدفق المساعدات بشكل آمن ومنتظم، ويحمي المدنيين من دوامة الموت البطيء تحت الحصار والنار.