في خطوة جديدة وسط ضغوط دولية متزايدة، أعلنت إسرائيل أنها ستسمح بدخول السلع إلى قطاع غزة بشكل تدريجي وخاضع للرقابة من خلال التجار المحليين، وفقًا لما أكده مكتب تنسيق الأنشطة الحكومية في المناطق التابع للجيش الإسرائيلي.
توسيع آلية المساعدات الإنسانية
ذكرت هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على آلية جديدة تهدف إلى توسيع نطاق المساعدات الإنسانية في قطاع غزة. وتهدف هذه الآلية إلى إدخال المواد الأساسية من خلال القطاع الخاص بدلًا من الاعتماد الكلي على المنظمات الدولية. وتشمل السلع التي سُمح بدخولها مواد غذائية أساسية، أغذية للأطفال، فواكه وخضروات، إضافة إلى مستلزمات النظافة الشخصية.
ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة، في حال تنفيذها فعليًا، في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، مع تقليص الاعتماد على المساعدات التي توفرها الأمم المتحدة. كما أوضحت الهيئة أن هذا التوجه يهدف إلى زيادة حجم المساعدات الواصلة إلى غزة، مع تقليل الاعتماد على جمعيات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
شكوك حول فعالية العملية في ظل الدمار
ورغم الإعلان، لم يتضح بعد كيف ستُنفذ هذه الآلية فعليًا في ظل الدمار الواسع الذي طال معظم مناطق غزة نتيجة الحرب المستمرة. تشير تقديرات مسؤولي الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية إلى أن القطاع يحتاج إلى دخول نحو 600 شاحنة مساعدات يوميًا لتلبية الاحتياجات الأساسية، وهو الرقم ذاته الذي كانت تسمح به إسرائيل قبل اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
مشاهد المجاعة تثير غضبًا عالميًا
أثارت صور الأطفال الجوعى ومقاطع فيديو للأسرى الهزالى في غزة موجة استنكار واسعة حول العالم. ففي أحدث الأمثلة، نشرت حركة حماس تسجيلًا يُظهر أحد الرهائن في حالة مزرية، مما دفع العديد من القوى الغربية إلى انتقاد الوضع الإنساني المتدهور.
استجابة إسرائيلية للضغوط الدولية
استجابةً لتزايد الضغوط والاحتجاجات الدولية، أعلنت إسرائيل عن سلسلة إجراءات تهدف إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ومن بين هذه الخطوات، قررت تل أبيب وقف القتال مؤقتًا خلال أجزاء من اليوم في بعض المناطق، بهدف تأمين مرور المساعدات. كما وافقت على تنفيذ عمليات إسقاط جوي للإمدادات، في محاولة للوصول إلى المناطق المحاصرة. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت عن فتح ممرات آمنة مخصصة لقوافل الإغاثة، لتسهيل دخولها وتقليل المخاطر التي تواجهها أثناء التوزيع.
حماس تعرض التنسيق لتسليم مساعدات للرهائن
من جانبها، أعلنت حركة حماس استعدادها للتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإيصال مساعدات إنسانية إلى الرهائن، بشرط أن تفتح إسرائيل ممرات إنسانية بشكل دائم وتوقف الغارات الجوية خلال عمليات التوزيع.
جدل حول مؤسسة غزة الانسانية ودورها في توزيع المساعدات
في مايو الماضي، حثت كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمم المتحدة على العمل عبر مؤسسة غزة الانسانية، وهي جهة مدعومة أميركيًا توظف شركة لوجستية أميركية يديرها ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية ويعمل فيها محاربون أميركيون سابقون.
لكن الأمم المتحدة رفضت التعاون مع هذه المؤسسة، مشككة في حيادها، واتهمتها بعسكرة المساعدات والمساهمة في تهجير السكان. وأفادت تقارير أممية بأن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 1000 فلسطيني كانوا يبحثون عن الغذاء منذ مايو، معظمهم قتلوا قرب مواقع توزيع تابعة لمؤسسة غزة الانسانية. في المقابل، نفت المؤسسة مسؤوليتها عن الحوادث الدامية، مشيرة إلى أن أعنف الحوادث وقعت قرب قوافل إغاثية أخرى لا تتبع لها.
مستقبل المساعدات في غزة بين المبادرات والقيود
رغم الخطوات الإسرائيلية الأخيرة لتوسيع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، تظل التحديات الإنسانية قائمة وسط دمار واسع، نقص بالغ في الإمدادات، وغموض بشأن آلية التنفيذ الفعلية. وبينما تواصل حماس التمسك بشروطها لتقديم مساعدات للرهائن، تظل حياة آلاف المدنيين معلقة بقرارات سياسية متشابكة. إن نجاح هذه الجهود مرهون بالتعاون الشفاف بين جميع الأطراف، وبإشراف دولي يضمن وصول المساعدات بكرامة وعدالة لكل من يحتاجها.