شهد إقليم خيبر بختونخوا شمال غرب باكستان سلسلة هجمات منسقة شنها مسلحون على مراكز ونقاط أمنية، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 6 عناصر من الشرطة وإصابة أكثر من 9 آخرين، في تصعيد جديد للعنف في المنطقة، بحسب السلطات المحلية.
كمين في منطقة دير العليا
أكبر هذه الهجمات وقع في منطقة دير العليا، حيث نصب مسلحون كمينًا لسيارة دورية للشرطة في وقت مبكر من صباح الخميس، ما أسفر عن مقتل ثلاثة شرطيين وإصابة سبعة آخرين أثناء مهمة دورية روتينية. وقد أكد المسؤول الأمني إسماعيل خان أن المهاجمين استخدموا أسلحة أوتوماتيكية في الهجوم المباغت.
هجوم على مركز شرطة في بيشاور
وفي ضاحية حسن خيل بمدينة بيشاور، أطلق مسلحون النار بأسلحة أوتوماتيكية على مركز شرطة، ما أدى إلى مقتل ضابط وإصابة آخر خلال تبادل إطلاق النار، وفق ما أوضحه قائد شرطة العاصمة قاسم علي خان.
هجمات ليلية على نقاط تفتيش
كما استهدفت هجمات ليلية نقطتي تفتيش؛ الأولى في منطقة لاجبوك بدير السفلى وأسفرت عن مقتل شرطي، والثانية في إقليم بانو دون تسجيل إصابات. وتشير تقارير أمنية إلى أن بعض الهجمات استخدمت فيها قذائف “آر بي جي”، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها، لكن أصابع الاتهام تتجه نحو حركة طالبان باكستان (TTP)، وفقًا لموقع أسوشيتد برس.
انفجار عبوة ناسفة في وزيرستان
في تطور موازٍ، قُتل شرطيان وأُصيب 14 شخصًا – معظمهم مدنيون – بانفجار عبوة ناسفة استهدفت مركبة شرطة في مدينة وانا بجنوب وزيرستان، في هجوم آخر يُشتبه في تورط حركة طالبان باكستان فيه.
تزامن مع عملية أمنية في باجور
تزامنت الهجمات مع عملية أمنية محدودة ضد أوكار المسلحين في إقليم باجور، الذي كان سابقًا معقلًا لطالبان الباكستانية. ووفق المسؤول المحلي سعيد الله، فإن العملية تستهدف مواقع محددة لتجنب الإضرار بالمدنيين، لكنها أدت إلى نزوح نحو 100 ألف شخص وسقوط ضحايا مدنيين بينهم قتلى.
سقوط ضحايا مدنيين واحتجاجات غاضبة
شهدت منطقة إنايات كيلي في باجور احتجاجات واسعة بعد مقتل أم وطفليها جراء سقوط قذيفة هاون على منزلهم. ورفض المحتجون دفن الضحايا مطالبين بالتحقيق في الحادث. كما تعمل السلطات على تسجيل الأسر النازحة من منطقة ماموند وإيوائهم في مدارس ومجمعات رياضية، إضافة إلى تقديم مساعدات غذائية وإغاثية.
تقديرات بعدد المسلحين
تشير تقديرات أمنية إلى وجود ما بين 500 و800 مسلح يختبئون في منطقة باجور، وفق مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث للإعلام.
التحديات الأمنية ومستقبل الاستقرار في باكستان
في النهاية، تصاعد الهجمات الأخيرة على قوات الشرطة في شمال غرب باكستان يكشف حجم التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد في مواجهة الجماعات المسلحة، وعلى رأسها حركة طالبان باكستان. ومع استمرار العمليات العسكرية والنزوح الجماعي للسكان، يبقى تحقيق الأمن والاستقرار رهينًا بقدرة الحكومة على الجمع بين الحسم الأمني والحلول السياسية، بما يضمن حماية المدنيين ووقف دوامة العنف المتصاعدة.