كشفت ثلاثة مصادر دبلوماسية مطلعة لوكالة رويترز أن إسرائيل وجنوب السودان تجريان محادثات بشأن خطة لإعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة في الدولة الإفريقية. وأوضحت المصادر أن النقاشات لا تزال مستمرة دون التوصل إلى اتفاق نهائي، فيما نفت جوبا رسميًا صحة هذه الأنباء.
تفاصيل الخطة المثيرة للجدل
تهدف الخطة، إذا طُبقت، إلى نقل فلسطينيين من غزة، التي تعاني حربًا مستمرة منذ ما يقارب عامين مع إسرائيل، إلى جنوب السودان، الدولة التي تواجه بدورها أزمات سياسية وصراعات عرقية ممتدة. وفي الوقت نفسه، لم يصدر أي تعليق رسمي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو من وزارة الخارجية الإسرائيلية بشأن هذه الأنباء.
ومن جانبها، اكتفت وزارة الخارجية الأميركية بالتصريح بأنها لا تعلق على “المحادثات الدبلوماسية الخاصة”، ما زاد من غموض الموقف المحيط بهذه التقارير.
الموقف الفلسطيني والعربي
رفضت القيادة الفلسطينية بشكل قاطع فكرة نقل سكان غزة إلى أي دولة أخرى، ورأت في ذلك نكبة جديدة تعيد مأساة تهجير عام 1948. وفي هذا السياق، شدد واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، على أن الفلسطينيين يرفضون “أي مشروع لنقلهم إلى جنوب السودان أو غيره”.
وفي الوقت نفسه، أكدت الرئاسة الفلسطينية أن أي خطة من هذا النوع مرفوضة شكلًا ومضمونًا. كما عبر القادة العرب والدوليون مرارًا عن رفضهم لمقترحات تهجير سكان القطاع، معتبرين أنها تتعارض مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
الموقف الإسرائيلي
أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت سابق عزمه توسيع السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة، مؤكدًا أن الفلسطينيين يمكنهم مغادرة القطاع “طوعًا”. وفي المقابل، أوضحت نائبة وزيرة الخارجية الإسرائيلية شارن هاسكل، خلال زيارتها جوبا هذا الأسبوع، أن المحادثات لم تتطرق إلى مسألة إعادة التوطين، بل ركزت على ملفات السياسة الخارجية والأوضاع الإنسانية المتدهورة في جنوب السودان.
خلفية الاتصالات
وقد أوضحت المصادر أن مسألة إعادة التوطين طرحت خلال لقاء جمع مسؤولين إسرائيليين بوزير خارجية جنوب السودان مونداي سمايا كومبا الشهر الماضي. غير أن وزارة الخارجية في جوبا نفت سابقًا صحة هذه الأنباء ووصفتها بأنها “لا أساس لها”. في المقابل، ذكرت وكالة أسوشييتد برس أن المفاوضات جرت بالفعل، استنادًا إلى شهادات ستة أشخاص مطلعين على الملف.
بينما ينفي المسؤولون في جنوب السودان، تكشف مصادر دبلوماسية استمرار المباحثات مع إسرائيل بشأن خطة إعادة التوطين. ومع الرفض الفلسطيني والعربي الواسع، تظل هذه الخطط مثيرة للجدل وتفتح بابًا واسعًا للنقاش حول مستقبل سكان غزة في ظل الحرب المستمرة.