ارتفع عدد ضحايا فيضانات باكستان إلى أكثر من 320 قتيلًا خلال 48 ساعة فقط، وفقًا لمسؤولين محليين وتقارير إعلامية. وتعد هذه الموجة من الأمطار الموسمية الأشد دموية منذ سنوات، حيث تسببت الأمطار الغزيرة والسيول المفاجئة والانهيارات الأرضية في دمار واسع، مع استمرار الأمطار حتى 21 أغسطس.
مقاطعة بونير الأكثر تضرراً
سجلت مقاطعة بونير شمال العاصمة إسلام أباد أعلى حصيلة، إذ تجاوز عدد القتلى 220 شخصًا نتيجة الانهيارات الأرضية والسيول الجارفة. كما أوضح المسؤولون أن المياه جرفت المنازل والأشجار والممتلكات، بينما لا يزال العديد من السكان، بينهم نساء وأطفال، محاصرين.
خسائر واسعة في البنية التحتية والزراعة
أدت الفيضانات إلى تدمير الطرق والجسور، وإلحاق أضرار جسيمة بالمحاصيل والبساتين، ما يهدد مصادر الرزق الأساسية للسكان. وأكدت السلطات أن إعادة إعمار البنية التحتية ستتطلب وقتًا طويلًا وموارد كبيرة، في وقت يعيش فيه السكان تحت ضغط كبير بسبب فقدان المنازل.
مناطق أخرى منكوبة
إلى جانب بونير، شهدت شانغلا انهيار مبنى بسبب الأمطار، ما أسفر عن 34 قتيلاً. كما تضررت مناطق أخرى مثل باجُر، مانسهرا، غلزّر، وسوات، حيث فقد العشرات حياتهم أو ما زالوا في عداد المفقودين. وتم إجلاء نحو 1300 سائح محاصر بسبب الانهيارات الأرضية في المناطق الجبلية.
جهود إنقاذ وإغاثة عاجلة
قالت السلطات إن فرق الإنقاذ المدنية والعسكرية تعمل على مدار الساعة لانتشال الضحايا وإجلاء المحاصرين. وتم إنشاء معسكرات طبية للجرحى، وتوزيع وجبات ساخنة للعائلات التي فقدت منازلها. كما تم نشر معدات ثقيلة لفتح الطرق واستعادة الحركة في المناطق المتضررة.
من جانبه، أعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية إسحاق دار أن فرق الإنقاذ من الجيش والقطاع المدني تعمل معًا في الميدان، بينما ترأس رئيس الوزراء اجتماعًا طارئًا لمتابعة الموقف.
مأساة إضافية بحادث تحطم مروحية
زاد من حجم الكارثة تحطم مروحية إنقاذ يوم الجمعة بسبب سوء الأحوال الجوية، ما أسفر عن مقتل خمسة من أفراد الطاقم كانوا في مهمة إنقاذ المتضررين.
التضامن والرسائل الرسمية
قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية إسحاق دار إن “قلوبنا مع العائلات التي فقدت أحباءها”، مؤكدًا أن الحكومة تبذل كل ما بوسعها لتقديم المساعدات. كما عقد رئيس الوزراء اجتماعًا طارئًا لمتابعة الأزمة وتنسيق عمليات الإغاثة.
تأثيرات تغير المناخ
يربط خبراء هذه الكارثة المتفاقمة بعوامل تغير المناخ، حيث أصبحت الأمطار الموسمية أكثر غزارة وأطول أمدًا من المعتاد. وتُظهر التقارير أن باكستان، رغم مساهمتها المحدودة في الانبعاثات العالمية، تدفع ثمنًا باهظًا للتقلبات المناخية، ما يجعلها ضمن أكثر الدول عرضة للكوارث الطبيعية.