يستعد قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا لعقد اجتماع افتراضي اليوم الأحد بهدف دعم موقف أوكرانيا، في وقت يستعد الرئيس فولوديمير زيلينسكي للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن. ويأتي هذا التحرك بعد لقاء ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، حيث ناقش الطرفان إمكانية التوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
ضغوط أمريكية وصفقة محتملة
ترامب يمارس ضغوطاً على كييف للقبول باتفاق سلام، بعد أن طرح بوتين خلال القمة عرضاً يقضي بالتخلي عن جيوب صغيرة من الأراضي مقابل السيطرة الروسية الكاملة على مناطق واسعة، أبرزها إقليم دونيتسك. غير أن هذه المطالب وصفت بأنها صعبة التقبل بالنسبة لأوكرانيا، ما يفتح الباب أمام مفاوضات شائكة حول مستقبل الحرب التي تعد الأكثر دموية في أوروبا منذ 80 عاماً، وقد خلفت أكثر من مليون قتيل وجريح.
تحركات أوروبية للضمانات الأمنية
القادة الأوروبيون يسعون لترتيب لقاء ثلاثي يجمع ترامب وبوتين وزيلينسكي، مع التأكيد على ضرورة منح أوكرانيا ضمانات أمنية قوية بمشاركة أمريكية. مسؤول أوروبي أوضح أن هذه الضمانات تشمل ما يمكن أن تقدمه أوروبا، وما يعتمد على تحالف “المتطوعين”، إضافة إلى ما يُنتظر من الولايات المتحدة من التزامات واضحة.
زيلينسكي يرفض مطالب موسكو
مصادر مطلعة أكدت أن ترامب أبلغ زيلينسكي بمقترحات بوتين التي تضمنت انسحاباً جزئياً مقابل تنازلات واسعة في دونيتسك، لكن الرئيس الأوكراني رفضها. روسيا تسيطر بالفعل على نحو خمس الأراضي الأوكرانية، بينها ثلاثة أرباع إقليم دونيتسك الذي بدأ النزاع فيه منذ 2014. زيلينسكي شدد على أن “وقف القتل هو مفتاح وقف الحرب”، مؤكداً أن غياب وقف إطلاق النار سيجعل أي اتفاق سلام هشاً ومعقداً.
هجمات روسية متواصلة
في موازاة التحركات السياسية، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا شنت هجمات ليلية باستخدام 60 طائرة مسيّرة وصاروخ باليستي واحد، مؤكدة إسقاط أو تعطيل 40 منها. هذا التصعيد يبرز صعوبة تحقيق تقدم نحو تسوية سياسية دون وقف العمليات العسكرية.
استعداد للقاء في البيت الأبيض
من المتوقع أن يتوجه زيلينسكي غداً الاثنين إلى واشنطن لعقد لقاء مع ترامب. وتشير التوقعات إلى أن الاجتماع سيكون حاسماً، خاصة بعد التجربة السابقة في فبراير حين تعرض زيلينسكي لانتقادات علنية من ترامب ونائبه جي دي فانس. المستشار الألماني فريدريش ميرتس أكد أن القادة الأوروبيين سيوجهون نصائح عملية لزيلينسكي استعداداً لهذا اللقاء.
الدور الأمريكي الحاسم
رغم وحدة الموقف الأوروبي، شدد ميرتس على أن الولايات المتحدة تظل صاحبة الدور الحاسم عسكرياً واقتصادياً عبر العقوبات والرسوم التي يمكن أن تضغط على موسكو. محللون اعتبروا أن قمة ألاسكا منحت بوتين مكاسب واضحة بعدما تخلى ترامب عن مطلبه السابق بوقف فوري لإطلاق النار، لكنهم أكدوا أن انخراط واشنطن في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا يمثل نقطة إيجابية.
مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية
الغموض لا يزال يحيط بمستقبل المفاوضات، خاصة مع استمرار تمسك موسكو بمطالبها التاريخية مثل منع انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو. وبينما تسعى أوروبا لتأمين موقع كييف على طاولة المفاوضات، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الضغوط الأمريكية والضمانات الغربية من دفع الحرب نحو تسوية واقعية، أم أن موسكو ستستغل الوقت لإعادة التسلح واستئناف المعارك لاحقاً؟