أعلنت شركة الصين للبتروكيماويات (سينوبك) عن اكتشاف ضخم للغاز الصخري العميق في جنوب غرب الصين، باحتياطات جيولوجية مؤكدة تتجاوز 124 مليار متر مكعب، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية “شينخوا”.
وبهذا الاكتشاف، يرتفع إجمالي الاحتياطات المؤكدة في حقل يونغتشوان إلى نحو 148 مليار متر مكعب، ما يشكل إضافة كبيرة لموارد الغاز الصخري في الصين، ويعزز خططها لتقليل الاعتماد على الواردات.
موقع الحقل وأهميته
يقع حقل يونغتشوان ضمن فئة رواسب الغاز الصخري العميقة، حيث يمتد الجسم الرئيسي للحقل على أعماق تزيد على 3500 متر في البنية الجيولوجية المعقدة لحوض سيتشوان.
ويعد الاكتشاف جزءًا من مشروع “الأرض العميقة” (Deep Earth Project)، الذي يهدف إلى بناء قاعدة إنتاج قادرة على معالجة 100 مليار متر مكعب سنويًا، وتوفير طاقة نظيفة لمبادرة “حزام التنمية” على طول نهر اليانغتسي.
تقنيات حديثة في الاستكشاف
بدأت جهود التنقيب في المنطقة منذ عام 2016 عبر مختبر تجريبي باسم “Yongye 1HF”، ثم جرى تثبيت إضافات ضخمة من الاحتياطات بلغت 23.453 مليار متر مكعب بحلول عام 2019. ولتحقيق هذا الإنجاز، استخدمت سينوبك تقنيات متطورة مثل بيانات 3-D seismic عالية الدقة، والتكامل بين الجيولوجيا والهندسة، إضافة إلى تطوير تقنيات التكسير الحجمي المدعوم القوي، ما سمح بفتح قنوات ثلاثية الأبعاد ورفع كفاءة استخراج الغاز.
إنجازات أخرى في الحفر العميق
إلى جانب اكتشاف يونغتشوان، سجلت سينوبك رقمًا قياسيًا في أعماق الآبار الرأسية، بعد حفر بئر Tiebei 1HF بعمق 5,300 متر مع امتداد أفقي بلغ 1,312 متر، ما أتاح تدفقًا يوميًا وصل إلى 314,500 متر مكعب من الغاز.
الإنتاج والواردات
ارتفع إنتاج الصين من الغاز الطبيعي خلال النصف الأول من 2025 إلى 130.8 مليار متر مكعب، بزيادة 5.8% عن العام الماضي. في المقابل، بلغت واردات الغاز الطبيعي المسال عام 2024 نحو 78.4 مليون طن، لتتجاوز الصين اليابان وتصبح أكبر مستورد عالمي بفارق 11 مليون طن.
البعد البيئي والاستراتيجي
يعد الغاز الصخري جزءًا أساسيًا من جهود الصين للحد من الانبعاثات وتحسين أمن الطاقة. على سبيل المثال، ساعد حقل فولينغ على إنتاج سنوي يبلغ 8.5 مليار متر مكعب، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 12 مليون طن، أي ما يعادل زراعة 110 ملايين شجرة أو إزالة 8 ملايين سيارة من الطرق.
دلالات الاكتشاف
في النهاية، يمثل اكتشاف حقل يونغتشوان خطوة مهمة ضمن استراتيجية الصين لتعزيز مواردها من الغاز الصخري. كما يؤكد على قدرتها على استغلال الرواسب العميقة رغم التعقيدات الجيولوجية، ما يعزز مكانتها كمركز رئيسي في سوق الطاقة العالمية، ويدعم خططها للتحول إلى طاقة أنظف وأكثر استدامة.