أطلقت القوات الروسية أكثر من 500 طائرة مسيّرة وعشرات الصواريخ على أهداف في أوكرانيا خلال الليل، بحسب ما أعلنت السلطات الأوكرانية يوم الأربعاء، في تصعيد وصفه الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنه “استعراض للإفلات من العقاب” من قبل موسكو.
البنية التحتية هدف رئيسي للهجمات الليلية
تركزت الضربات الروسية على البنية التحتية المدنية، لا سيما منشآت الطاقة، مع اقتراب فصل الشتاء الثالث منذ بدء الحرب الشاملة على أوكرانيا في فبراير 2022. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن الهجمات تركزت على مناطق وسط وغرب البلاد، وأدت إلى إصابة ما لا يقل عن خمسة أشخاص.
هجمات متكررة رغم محاولات وقف إطلاق النار
الهجمات الجوية الروسية، التي تستهدف مناطق مدنية، إلى جانب العمليات البرية على طول جبهة بطول 1000 كيلومتر، لم تتوقف في الأشهر الأخيرة. يأتي ذلك رغم جهود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للتوسط في وقف إطلاق النار. من جانبه، وافق زيلينسكي على مقترحات ترامب لعقد محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن الكرملين أعرب عن تحفظاته، مما يعرقل جهود الوساطة حتى الآن.
لقاءات دبلوماسية بوتين في بكين: دعم صيني وكوري شمالي
في تطور موازٍ، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكل من الرئيس الصيني شي جين بينغ، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال زيارته إلى الصين. وتُعد هذه اللقاءات جزءًا من جهود موسكو لتوسيع تحالفاتها الدولية وسط الحرب المستمرة في أوكرانيا.
ووفقًا للولايات المتحدة، فإن هذه الدول تسهم في دعم روسيا بشكل غير مباشر؛ إذ أرسلت كوريا الشمالية ذخائر وقوات إلى الجبهة، في حين تواصل كل من الصين والهند شراء النفط الروسي، وهو ما يعزز قدرة موسكو على تمويل اقتصادها الحربي ومواصلة عملياتها العسكرية.
زيلينسكي يصف الضربات بـ”الاستعراضية” ويطالب بعقوبات أقوى
في منشور على منصة تيليغرام، قال زيلينسكي إن الهجمات الأخيرة تهدف إلى “إظهار إفلات بوتين من العقاب”، داعيًا المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة تستهدف البنية الاقتصادية الروسية. كما أضاف في خطابه اليومي أن عدد الهجمات بالطائرات المسيّرة في ازدياد، بل باتت تقع في وضح النهار، مؤكدًا وجود تعزيزات عسكرية روسية في بعض قطاعات الجبهة.
تحركات أوروبية لدعم أوكرانيا عسكريًا ودبلوماسيًا
وصل زيلينسكي إلى الدنمارك يوم الثلاثاء لبحث سبل تعزيز الدعم العسكري من دول شمال أوروبا ودول البلطيق. كما وصل وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إلى العاصمة الأوكرانية كييف لإجراء محادثات أمنية مع المسؤولين الأوكرانيين.
وفي وقت لاحق من يوم الأربعاء، توجه زيلينسكي إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبيل انعقاد اجتماع أوروبي يوم الخميس لمناقشة ضمانات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا بعد الحرب، بمشاركة الولايات المتحدة.
بينما تواصل روسيا تصعيدها العسكري من خلال هجمات جوية مكثفة واستعراضات للقوة على الساحة الدولية، تتحرك أوكرانيا لتعزيز دعمها من الدول الغربية والدفع نحو حل دبلوماسي. لكن غياب ضغط اقتصادي فعّال على موسكو، كما يرى زيلينسكي، ما زال يسمح باستمرار العدوان.