أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أمام أوكرانيا فرصة لإنهاء الحرب عبر المفاوضات إذا “سادت الحكمة”، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه مستعد لاستخدام القوة العسكرية إذا لم يتحقق أي تقدم. جاءت تصريحاته خلال زيارته إلى بكين، حيث أعلن عن اتفاق جديد لمد خط غاز إلى الصين.
ضوء في نهاية النفق
بوتين أشار إلى وجود “ضوء في نهاية النفق”، معتبراً أن الإدارة الأميركية الحالية برئاسة دونالد ترامب تبدي رغبة صادقة في دفع التسوية. وقال: “إذا ساد المنطق يمكن التوصل إلى حل مقبول ينهي هذا النزاع، ولكن إذا لم يحدث ذلك، فسوف نضطر إلى حسم الموقف بالقوة”.
الشروط الروسية تبقى ثابتة
ورغم حديثه عن السلام، أوضح بوتين أنه لن يتراجع عن مطالبه الأساسية، التي تشمل منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو، ووقف ما وصفه بـ”التمييز ضد الناطقين بالروسية”. كما أعلن استعداده للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في موسكو، بشرط أن يكون اللقاء “مُحضراً جيدًا” ويؤدي إلى نتائج ملموسة.
الموقف الأوكراني: رفض موسكو كمقر للمحادثات
من جانبه، رفض وزير الخارجية الأوكراني فكرة عقد الاجتماع في موسكو، واعتبرها “غير مقبولة”. أما الرئيس زيلينسكي، فيواصل الضغط لعقد لقاء مباشر مع بوتين رغم التباعد الكبير بين مواقف الجانبين، كما طالب واشنطن بفرض عقوبات إضافية على روسيا في حال رفض الكرملين أي اتفاق.
تصعيد عسكري روسي متزامن
وبينما كان بوتين في بكين، شنت القوات الروسية هجمات واسعة على وسط وغرب أوكرانيا باستخدام مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ. وأسفرت هذه الهجمات عن سقوط قتلى مدنيين في دونيتسك، مما عمّق من حدة التوتر.
دعم عسكري واقتصادي من شركاء روسيا
كشفت تقارير أن كوريا الشمالية أرسلت قوات ومعدات لدعم روسيا، فيما وفرت الصين والهند معدات اقتصادية وتقنية ذات استخدام مزدوج. هذا الدعم يعزز قدرة موسكو على مواجهة العقوبات الغربية.
مشروع الغاز الروسي الصيني
أثمرت الزيارة عن توقيع مذكرة تفاهم قانونية بشأن مشروع خط أنابيب “Power of Siberia 2” لنقل 50 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا إلى الصين عبر منغوليا. ورغم ذلك، لم تحسم تفاصيل الأسعار أو التمويل، مما يضع الصين في موقف تفاوضي أقوى.
دور ترامب والتحالف الغربي
في المقابل، شارك زيلينسكي في باريس بقمة “تحالف الدول المستعدة” مع قادة نحو 30 دولة لمناقشة ضمانات أمن ما بعد الحرب، ومن المتوقع أن يجري اتصالًا مع ترامب عقب الاجتماع. ترامب بدوره حذّر بوتين من “عواقب” إذا لم يتحقق تقدم في التسوية، في حين أشار بوتين إلى وجود “تفاهم متبادل” مع واشنطن في بعض القضايا.
الاقتصاد الروسي تحت الضغط
ورغم خطاب بوتين المتشدد، أقر بأن العقوبات الغربية أثرت على الاقتصاد الروسي، مؤكداً أنه يفضل إنهاء الحرب بوسائل سلمية إن أمكن. لكن موسكو تواصل التمسك بضمها لأربع مناطق أوكرانية، وهو ما ترفضه كييف والغرب بوصفه “ضمًا غير شرعي وحربًا استعمارية بأسلوب قديم”.