أعلنت الإدارة الروسية المسيطرة على محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا أن طائرات مسيرة أوكرانية استهدفت سطح مركز التدريب التابع للمحطة، من دون أن تتسبب بأضرار كبيرة أو بارتفاع مستويات الإشعاع.
تفاصيل الهجوم
وفق البيان الصادر عبر تطبيق تلغرام، وقع الهجوم على بعد نحو 300 متر من أحد المفاعلات. وأكدت الإدارة أن السلامة التشغيلية للمحطة لم تتأثر، وأن مستويات الإشعاع ما زالت طبيعية. كما يعد المركز المستهدف فريدًا من نوعه، إذ يحتوي على محاكٍ كامل لغرفة المفاعل، يستخدم لتدريب العاملين على تشغيل المفاعلات النووية.
تكرار الاستهداف
بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن هذا الهجوم هو الثالث الذي يستهدف المركز التدريبي في العام الجاري، بعد حوادث مشابهة في يناير وأبريل. ويشير ذلك إلى نمط متكرر من الاستهداف يثير مخاوف متزايدة بشأن سلامة الموقع النووي.
مراقبة دولية
أفاد مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتمركزون في المحطة أنهم سمعوا عدة طلقات نارية وأصوات انفجارات، يُرجح أنها كانت محاولات لاعتراض الطائرات المسيّرة خلال تحليقها في الأجواء القريبة. كما يعكس هذا التطور حجم المخاطر المستمرة، خاصة وأن الوكالة تؤكد على ضرورة حماية المنشأة من أي هجمات قد تهدد أمنها النووي.
أهمية المحطة
محطة زابوريجيا النووية هي الأكبر في أوروبا، حيث تضم ستة مفاعلات من نوع VVER-1000 بإجمالي قدرة إنتاج تصل إلى نحو 5700 ميغاواط. ورغم توقفها عن العمل منذ بداية الحرب، فإنها تحتاج إلى طاقة كهربائية مستمرة لتبريد الوقود النووي ومنع حدوث أي ارتفاع خطير في درجات الحرارة.
السياق العام
روسيا سيطرت على المحطة في الأسابيع الأولى من غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022. ومنذ ذلك الحين، يتبادل الطرفان الاتهامات بشأن قصف المنطقة أو القيام بأعمال قد تهدد بوقوع حادث نووي خطير. ولم تصدر كييف أي تعليق فوري على البيان الروسي، في حين لم تتمكن وكالة رويترز من التحقق بشكل مستقل من صحة هذه الرواية.
الهجوم الأخير يعيد تسليط الضوء على هشاشة الوضع النووي في أوكرانيا، ويبرز المخاطر المتزايدة لأي تصعيد عسكري قد يهدد أمن أوروبا والعالم. ومع تكرار الاستهداف وتبادل الاتهامات بين موسكو وكييف، تظل محطة زابوريجيا النووية إحدى أكثر النقاط حساسية في الحرب الجارية.