يشهد سوق العقارات في دبي إقبالًا متزايدًا من المستثمرين البريطانيين بعد أن أدى ضعف الدرهم، المرتبط بالدولار الأميركي، إلى خفض تكلفة شراء العقارات بالنسبة لأصحاب الجنيه الإسترليني. فقد تراجع الدرهم بنسبة 8% أمام الإسترليني منذ بداية 2025، ما منح البريطانيين خصومات غير مباشرة لدخول السوق العقاري الإماراتي.
مكاتب مبيعات جديدة في لندن
سعيًا لتعزيز حضورها الخارجي، افتتحت شركات عقارية إماراتية كبرى مثل بن غاطي ودانوب مكاتب مبيعات جديدة في لندن. ومع هذا التوسع، انضمت هذه الشركات إلى أسماء بارزة مثل الدار وداماك وصبا. ويأتي هذا التوجه في وقت يزداد فيه القلق من تخمة المعروض في السوق المحلي، مما دفع المطورين إلى البحث عن فرص أكبر لجذب المستثمرين الأجانب، خاصة البريطانيين الذين باتوا يتجهون نحو دبي بقوة.
خطط تسويقية تستهدف البريطانيين
رئيس شركة دانوب، رضوان ساجان، أكد أن فارق العملة يشكل عاملًا رئيسيًا في جذب المستثمرين. من جانبه، أشار محمد بن غاطي الرئيس التنفيذي للشركة إلى ارتفاع ملحوظ في عدد البريطانيين الذين دخلوا سوق دبي العقاري مع تراجع الدرهم.
ولإغراء المشترين، تقدم الشركات خطط سداد مرنة وأسعار خاصة للمستثمرين البريطانيين. كما أطلقت داماك مشروعًا سكنيًا بالشراكة مع نادي تشيلسي الإنجليزي، بهدف استقطاب العملاء من المملكة المتحدة.
البريطانيون يتصدرون قائمة المشترين الأجانب
بحسب تقرير شركة Betterhomes، قفزت استثمارات البريطانيين في عقارات دبي بنسبة 62% خلال الربع الثاني من 2025 مقارنة بالعام الماضي. وللمرة الأولى منذ 2023، تصدر المقيمون في المملكة المتحدة قائمة المشترين الأجانب متجاوزين الهنود.
انعكاسات الرسوم الأميركية
فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوم جمركية واسعة أثر على الدولار وبالتالي على الدرهم، وهو ما جعل العقار الإماراتي خيارًا استثماريًا مربحًا. في المقابل، بدأت بعض شركات التطوير العقاري الإماراتية التوسع في السوق البريطانية عبر شراء أراضٍ وتطوير مشاريع، مستفيدة من انخفاض أسعار العقارات هناك.
مخاوف من تراجع الأسعار محليًا
رغم الانتعاش الحالي، توقعت وكالة فيتش في تقرير حديث احتمال تراجع أسعار العقارات في دبي بنسبة تصل إلى 15% بحلول نهاية 2025 وحتى 2026. هذه التوقعات دفعت شركات مثل الدار وداماك ومودون إلى تنويع استثماراتها والتوسع في مشاريع خارجية.
في النهاية، يمثل ضعف الدرهم فرصة استثنائية جذب من خلالها سوق العقارات في دبي المستثمرين البريطانيين، لتتصدر المملكة المتحدة قائمة المشترين الأجانب. وبينما يظل السوق المحلي مهددًا بالركود، تسعى الشركات الإماراتية لتأمين حضور عالمي عبر مكاتب في لندن ومشاريع عقارية مشتركة، ما يعكس تحولًا استراتيجيًا في وجهة الاستثمارات العقارية الإماراتية.




