شنت طائرات مسيرة أوكرانية هجوماً على مصفاة كيرشي للنفط في منطقة لينينغراد شمال غرب روسيا، وهي واحدة من أكبر المصافي في البلاد. وأسفر الهجوم عن اندلاع حريق كبير بعد سقوط حطام طائرة مسيرة أسقطتها الدفاعات الروسية، وفق ما أكده ألكسندر دروزدينكو، حاكم المنطقة، الذي أكد أيضاً عدم تسجيل إصابات.
الموقف الرسمي الروسي
أعلن ألكسندر دروزدينكو، حاكم منطقة لينينغراد، أن ثلاث طائرات مسيرة تم تدميرها في منطقة كيرشي، مشيراً إلى أن الحريق الذي اندلع جراء سقوط الحطام تمت السيطرة عليه من دون تسجيل إصابات. كما أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت أكثر من 80 طائرة مسيرة أوكرانية خلال ليلة واحدة.
رد أوكرانيا
قيادة الطائرات المسيرة الأوكرانية أعلنت أنها نفذت “ضربة ناجحة” ضد المصفاة. رغم أن السلطات الروسية تحدثت عن حريق محدود تمت السيطرة عليه، إلا أن بيانات الأقمار الصناعية (نظام NASA FIRMS) أظهرت شذوذات حرارية في موقع المصفاة بعد ساعات من الهجوم، ما يشير إلى قوة الانفجارات واندلاع نيران واسعة. ولم تتمكن وكالة رويترز من التحقق بشكل مستقل من حجم الأضرار.
أهمية المصفاة المستهدفة
تُعرف المصفاة باسم كيرشينفتورغسينتِز وتديرها شركة Surgutneftegaz. وتعد من أكبر منشآت تكرير النفط في روسيا، إذ تبلغ طاقتها السنوية ما بين 17.7 و20 مليون طن متري من الخام، أي ما يعادل نحو 355 ألف برميل يومياً، وهو ما يمثل 6.4% من إجمالي إنتاج البلاد. كما تنتج المصفاة مجموعة واسعة من الوقود الحيوي، بما في ذلك البنزين عالي الأوكتان والديزل ووقود الطائرات. وبالتالي، فإن أهميتها الاستراتيجية تجعلها هدفاً رئيسياً في الصراع الدائر.
هجمات متزامنة
الهجوم على كيرشي ليس معزولاً، فقد أكدت موسكو أن شركة نفط في منطقة باشكورتوستان تعرضت أيضاً لهجوم بطائرات مسيرة، لكن السلطات المحلية أوضحت أن الإنتاج سيستمر بشكل طبيعي.
سياق الحرب
يأتي هذا التصعيد في وقت تتواصل فيه المناقشات الدولية حول سبل إنهاء الحرب التي توصف بأنها الأعنف في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، تتزايد وتيرة الهجمات بالطائرات المسيرة، سواء ضد الأراضي الروسية أو في أراضي دول أعضاء في الناتو مثل بولندا.
في النهاية، يعكس الهجوم الأوكراني على مصفاة كيرشي اتساع رقعة الحرب لتشمل البنية التحتية الحيوية للطاقة في روسيا. ورغم محاولات موسكو التقليل من حجم الأضرار، إلا أن استهداف منشأة بهذا الحجم يبعث برسالة واضحة حول قدرات كييف على ضرب العمق الروسي. ومع استمرار تبادل الهجمات بالطائرات المسيرة وتصاعد التوترات الإقليمية، يبدو أن الصراع مرشح لمزيد من التصعيد، ما يجعل مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية مفتوحاً على سيناريوهات أكثر خطورة وتعقيداً.