قتل ما لا يقل عن 14 فلسطينياً في غارات إسرائيلية استهدفت مدينة غزة ليلاً، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع. وشهدت المدينة تصعيداً غير مسبوق مع استمرار الجيش الإسرائيلي في حث السكان على النزوح جنوباً عبر ممرات مؤقتة.
تحرك دولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية
تزامنت الغارات مع تحركات متصاعدة من دول غربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية. فقد أعلنت وزارة الخارجية البرتغالية أنها ستعترف رسمياً بفلسطين الأحد المقبل. وتأتي هذه الخطوة قبل أيام من انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث يتوقع أن تحذو دول أخرى مثل بريطانيا وكندا وأستراليا ومالطا وبلجيكا ولوكسمبورغ الاتجاه نفسه.
خسائر بشرية ومعاناة إنسانية
أوضح الدكتور رامي مهنا، المدير التنفيذي لمستشفى الشفاء، أن من بين الضحايا ستة أفراد من عائلة واحدة بعد استهداف منزلهم فجراً، بينهم أقارب لمدير المستشفى الدكتور محمد أبو سلمية. كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن مقتل خمسة أشخاص آخرين في قصف قرب ميدان الشوا. كما حذرت منظمات الإغاثة من أن البنية التحتية الطبية تنهار بسرعة، إذ توقفت مستشفيات عدة عن العمل بسبب القصف أو نقص الإمدادات.
نزوح قسري ومعاناة المدنيين
حثت إسرائيل مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة على النزوح جنوباً عبر ممرات مؤقتة. ومع ذلك، يرفض كثيرون مغادرة المدينة إما لضعفهم بسبب المجاعة أو لعجزهم عن تحمل تكاليف الانتقال. وأكدت منظمات إنسانية أن عمليات التهجير تزيد من تفاقم الأزمة، داعية إلى وقف إطلاق النار لضمان وصول المساعدات.
سرقة مساعدات إنسانية مخصصة للأطفال
أعلنت منظمة اليونيسف أن مسلحين استولوا على شاحنات محملة بأغذية علاجية كانت مخصصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في غزة. وقالت إن المواد المسروقة كانت تمثل شحنة إنقاذية في ظل القيود المشددة على دخول المساعدات. فيما اتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس بالمسؤولية عن سرقة المساعدات، في حين تؤكد الأمم المتحدة أن هناك آليات تمنع حدوث انحراف كبير في توزيع الإغاثة.
حصيلة الحرب وآفاق التهدئة
تشير إحصاءات وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد القتلى منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 تجاوز 65 ألف شخص، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى دمار واسع ونزوح نحو 90% من سكان القطاع. وفي المقابل، قُتل نحو 1200 شخص في إسرائيل خلال هجوم حماس الأول، ولا يزال 48 رهينة محتجزين في غزة.
دبلوماسية متوترة في الأمم المتحدة
أثارت الولايات المتحدة جدلاً بعد رفضها منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأشيرة دخول للمشاركة في الجمعية العامة، ليتم السماح له بإلقاء كلمته عبر الفيديو. القرار أثار انتقادات دولية واعتبر إشارة إلى انحياز واشنطن في إدارة الأزمة.
تكشف التطورات الميدانية في غزة عن كارثة إنسانية تتسع مع استمرار القصف الإسرائيلي، النزوح الجماعي، وانهيار البنية الطبية. وفي المقابل، تتصاعد الجهود الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية كخطوة رمزية نحو حل سياسي، بينما يظل وقف إطلاق النار بعيد المنال.