تستضيف فرنسا والسعودية قمة عالمية في نيويورك بمشاركة عشرات القادة الدوليين، لتعزيز الدعم لحل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين. كما شهد الأسبوع الأخير اعترافات رسمية جديدة من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، لتنضم إلى قائمة تضم أكثر من 151 دولة من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة أي ما يعادل 78٪ من المجتمع الدولي.
إسرائيل وأميركا ترفض المشاركة
قاطع كل من إسرائيل والولايات المتحدة القمة، واعتبر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون الحدث بمثابة “سيرك”. كما تصر الحكومة الإسرائيلية، وهي الأكثر يمينية في تاريخها، على رفض إقامة دولة فلسطينية، بالتزامن مع استمرار حربها على غزة.
ألمانيا وإيطاليا تتحفظان
رغم الزخم الأوروبي في الاعتراف بدولة فلسطين، أبدت ألمانيا وإيطاليا تحفظهما الواضح. فقد ربطت برلين الاعتراف الفلسطيني بالتوصل إلى اتفاق سياسي نهائي يضمن حل الدولتين، بينما اعتبرت روما أن الاعتراف في الوقت الحالي قد يكون غير مجدٍ وربما يؤدي إلى نتائج عكسية. ومع ذلك، ازدادت في الفترة الأخيرة حدة الانتقادات الألمانية للسياسات الإسرائيلية، خصوصاً ما يتعلق بالتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، مما يعكس تحولاً تدريجياً في الموقف الأوروبي.
مخاوف من ضم الضفة الغربية
رداً على الموجة الدولية المتزايدة للاعتراف بفلسطين، تدرس إسرائيل خيارات تشمل ضم أجزاء من الضفة الغربية أو اتخاذ إجراءات ثنائية ضد فرنسا. لكن مراقبين حذروا من أن مثل هذه الخطوات قد تضر بعلاقات إسرائيل مع دول مؤثرة مثل الإمارات، التي أكدت أن الضم يمثل “خطاً أحمر” وتهديداً لروح اتفاقيات أبراهام.
دعم فرنسي ورسالة سياسية
أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نوال بارو أن إعلان بلاده الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة يعد “قراراً رمزياً وسياسياً فورياً” يعكس التزام باريس بحل الدولتين. وسبق أن أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون في يوليو عزمه اتخاذ هذه الخطوة لتعزيز الزخم الدولي. كما تمت إضاءة برج إيفل في باريس بألوان العلم الفلسطيني والإسرائيلي كإشارة رمزية لدعم التعايش والسلام.
الفلسطينيون بين الأمل والواقع
رغم الزخم الدبلوماسي، لا يرى كثير من الفلسطينيين تغييراً ملموساً على الأرض. ففي غزة، عبّر نازحون عن شكوكهم في أن الاعتراف الدولي سيضغط فعلياً على إسرائيل لوقف هجماتها أو منح الفلسطينيين حقوقهم.
انقسام في المواقف الإسرائيلية
في تل أبيب، اعتبر بعض الإسرائيليين أن الفلسطينيين أضاعوا فرص السلام السابقة. وقالت شابة إسرائيلية: “عرضنا عليهم السلام مرات عدة لكنهم رفضوا، فلماذا يجب أن نقبل اليوم؟”.
في النهاية، تؤكد قمة نيويورك أن الاعتراف بدولة فلسطين بات يحظى بدعم متزايد دولياً، في وقت يتضاءل فيه الأمل بحل سياسي على الأرض. وبينما تسعى دول كبرى لتثبيت حل الدولتين، يظل الصراع مستمراً وسط رفض إسرائيلي وتصاعد التوتر في غزة والضفة الغربية.