اجتاح إعصار بوالوي، المعروف أيضاً باسم “أوبونغ” في الفلبين، وسط فيتنام برياح وصلت سرعتها إلى 133 كيلومتراً في الساعة. العاصفة التي ضعفت لاحقاً إلى عاصفة استوائية تسببت في مقتل 12 شخصاً على الأقل، بينهم مسؤول محلي في إقليم ثانه هوا قُتل إثر سقوط شجرة عليه أثناء عودته من الاستعدادات الليلية. كما غمرت الأمطار الغزيرة الطرق والجسور وألحقت أضراراً واسعة بالبنية التحتية.
خسائر بشرية ومفقودون
أكدت وسائل الإعلام الرسمية أن تسعة أشخاص لقوا مصرعهم في إقليم نينه بينه بعد انهيار منازلهم، بينما توفي آخرون في هيو ودانانغ. كما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن 17 صياداً مفقوداً، بينهم ثمانية في إقليم جيا لاي بعد فقدان الاتصال بهم في عرض البحر. في إقليم كوانغ تري، انجرفت سفينة صيد تحمل تسعة بحارة، نجا منهم أربعة فقط بعد سباحة شاقة إلى الشاطئ.
إجلاء الآلاف وإغلاق المطارات
أجبرت السلطات أكثر من 28,500 شخص على مغادرة منازلهم في المناطق الساحلية تحسباً للأمطار الغزيرة والفيضانات. كما تم تعليق العمليات في أربعة مطارات ساحلية وإلغاء مئات الرحلات الجوية. وأكدت هيئة الأرصاد أن بعض المناطق قد تشهد هطول أمطار يصل إلى 500 ملم خلال يومين، ما يزيد من خطر الانهيارات الأرضية.
دمار واسع وانقطاع الكهرباء
أفادت السلطات بانقطاع الكهرباء عن أكثر من 347 ألف منزل قبل وصول العاصفة إلى اليابسة في إقليم ها تينغ. كما جرفت السيول أكثر من 1,400 هكتار من الأراضي الزراعية وتضرر 245 منزلاً. في مدينة فونغ نيا السياحية، المعروفة بكهوفها العالمية، وصف السكان الرياح العاتية بأنها “مرعبة” ولم يجرؤ أحد على الخروج من منزله.

تداعيات إقليمية
قبل وصوله إلى فيتنام، تسبب إعصار بوالوي في مقتل 20 شخصاً في الفلبين وتشريد أكثر من 23 ألف أسرة إلى 1,400 مأوى طارئ. كما سبق أن ضرب إعصار “راجاسا” الفلبين وتايوان في نفس الأسبوع وأودى بحياة 28 شخصاً قبل أن يتلاشى فوق الصين وفيتنام. خبراء الأرصاد يؤكدون أن ارتفاع حرارة المحيطات بفعل التغير المناخي يضاعف من شدة العواصف الاستوائية، ويجعلها أكثر غزارة وتدميراً.
استجابة حكومية عاجلة
أمر رئيس الوزراء الفيتنامي بتعبئة الجيش وقوات الدفاع المدني للمساعدة في جهود الإنقاذ والتعافي. كما وجه وزارة الصناعة والتجارة بحماية السدود ومحطات الطاقة، ووزارة الزراعة بمراقبة السدود والخزانات لمواجهة خطر الفيضانات. وأكدت الحكومة أن الأولوية الآن هي إعادة التيار الكهربائي ودعم الأسر المتضررة.
أعادت مأساة إعصار بوالوي تسليط الضوء على هشاشة البنية التحتية في مواجهة الكوارث الطبيعية المتكررة في جنوب شرق آسيا. ومع تزايد قوة العواصف بسبب التغير المناخي، تبقى الحاجة ملحة لتطوير خطط استجابة سريعة واستثمارات أكبر في أنظمة الإنذار المبكر وحماية المجتمعات المحلية.