تستمر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في إظهار مرونة ملحوظة في المفاوضات مع حكومة الاحتلال. مع التأكيد على رفضها لأي شروط جديدة تُطرح في هذه المرحلة الحساسة. وقد أعلنت الحركة، في بيانٍ رسمي، التزامها بإيجاد حل يفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة. ورحبت حماس بالجهود المبذولة من قبل الوسيطين المصري والقطري في محاولة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وأوضحت حماس أنها في اجتماعها الأخير في الدوحة. الذي جمع وفد الحركة المفاوض برئاسة خليل الحية مع كل من رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل. أكدت استعدادها الفوري لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. استناداً إلى إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو الماضي.
في السياق ذاته، ناقش رئيس الوزراء القطري مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، مايكل ماكول، الأوضاع الإنسانية والأمنية في غزة وسبل تهدئة الأوضاع. كما شددت حماس على رفض أي مشاريع تتعلق بإدارة غزة بعد انتهاء العدوان. مؤكدة أن هذا الشأن فلسطيني بحت.
وتستمر المفاوضات بوساطة مصر وقطر وبمشاركة الولايات المتحدة، وسط تحديات كبيرة. في المقابل، تصر إسرائيل على إبقاء قواتها في نقاط استراتيجية، وهو ما يعقد الوصول إلى اتفاق نهائي. وتأتي هذه التطورات في ظل حرب مستمرة على غزة منذ أكتوبر الماضي، أودت بحياة الآلاف وخلفت دماراً هائلاً في القطاع المحاصر.
ترحيب بمواصلة الحوار
إلى جانب الجهود الدولية المستمرة، ترحب حماس بمواصلة الحوار مع الفصائل الفلسطينية كافة. بهدف التوصل إلى رؤية مشتركة لمواجهة تداعيات المرحلة الراهنة. وتعتبر الحركة أن الوحدة الوطنية والموقف الموحد ضروريان للتصدي للتحديات الحالية والمستقبلية، سواء على صعيد إعادة الإعمار أو التعامل مع الأوضاع الإنسانية الكارثية التي خلفها العدوان.
وعلى الرغم من الاتهامات الإسرائيلية بأن حماس هي المسؤولة عن تعثر المفاوضات. تصر الحركة على أن مطالبها تتمثل في انسحاب كامل لقوات الاحتلال من القطاع ورفع الحصار. ما يمهد الطريق لإبرام صفقة تبادل الأسرى وعودة النازحين إلى ديارهم. كما تشدد على رفضها المطلق لوجود أي قوات إسرائيلية في ممرات استراتيجية كمعبر رفح ومحور صلاح الدين. حيث ترى أن استمرار الاحتلال في هذه المناطق يعد خرقًا للسيادة الفلسطينية.
ورغم هذه التحديات، تستمر الجهود الدولية في محاولة التوصل إلى حل. مع تأكيد الولايات المتحدة على دورها في صياغة مقترحات جديدة. إلا أن الأجواء المتوترة تجعل احتمالات النجاح غير مؤكدة. في الوقت نفسه، يعيش الشعب الفلسطيني في غزة تحت وطأة حرب مستمرة، خلفت خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية، مع تزايد الحاجة إلى تدخلات إنسانية عاجلة لوقف الكارثة.
المصدر: وصل بوست+ وكالات