زار رئيس وزراء الاحتلال المتهم دوليًا بارتكاب جرائم حرب، بنيامين نتنياهو، الحدود مع الأردن يوم الأربعاء. متعهداً ببناء جدار حصين لمنع عمليات التهريب بين البلدين. تأتي هذه الخطوة بعد حادثة وقعت مؤخراً في معبر اللنبي، حيث قام مواطن أردني بقتل ثلاثة إسرائيليين يعملون في المعبر. هذه الحادثة أثارت توتراً، دفعت الاحتلال الإسرائيلي لاتخاذ إجراءات صارمة بما في ذلك إغلاق المعابر الحدودية مؤقتاً.
وصرح نتنياهو، أثناء قيامه بجولة تفقدية برفقة قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي. عبر فيديو نشره على حسابه الرسمي بمنصة “إكس” أن إسرائيل تواجه تحديات متعددة الجبهات، ما يستدعي تأمين حدودها الشرقية مع الأردن بشكل محكم. وأكد أن بناء الجدار سيكون بالتنسيق مع الجيران، في إشارة إلى التعاون مع الأردن. واعتبر أن هذا الجدار يمثل خطوة حيوية للحفاظ على السلام والأمن على الحدود.
الجدار الذي تحدث عنه نتنياهو ليس فكرة جديدة. بل هو إحياء لمشروع كان قد طُرح قبل نحو 20 عاماً، ولكنه لم يرَ النور حينها. ويأتي الآن في إطار سعي حكومة الاحتلال لتعزيز إجراءاتها الأمنية في ظل التهديدات المحتملة بتهريب الأسلحة والمقاومين الأردن إلى الضفة الغربية وإسرائيل.
عملية معبر الكرامة تعيد فكرة بناء الجدار
ووصف نتنياهو الحادثة التي وقعت في معبر اللنبي بأنها “يوم صعب لإسرائيل”. ما دفع حكومة الاحتلال إلى التركيز على تعزيز الإجراءات الأمنية. مع التأكيد على أهمية الحفاظ على العلاقات السلمية مع الأردن.
تأتي تصريحات نتنياهو في وقت حساس. حيث تمثل الحدود بين إسرائيل والأردن محوراً مهماً للاستقرار الإقليمي. الأردن، الذي يعتبر أحد الدول العربية القليلة التي تربطها معاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1994، يلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على الهدوء في المنطقة. ومع ذلك، فإن تصاعد التوترات الأخيرة، وخاصة حادثة معبر اللنبي. أعادت فتح ملف تأمين الحدود، في ظل المخاوف من تهريب الأسلحة وتسلل المقاومين.
يبدو أن رئيس وزراء الاحتلال المتهم دوليًا بارتكاب جرائم حرب، بنيامين نتنياهو، يسعى من خلال زيارته وتصريحاته إلى طمأنة الرأي العام الإسرائيلي وتوجيه رسالة قوية بأن حكومته ملتزمة بضمان أمن البلاد، خصوصاً في ظل التحديات الأمنية المتعددة التي تواجهها. وتأتي إعادة إحياء مشروع الجدار كجزء من سياسة أمنية أوسع تهدف إلى منع أي تهديدات قد تنطلق من الحدود الشرقية.
وفي الوقت نفسه، تشير خطوة التنسيق مع الجيران إلى الرغبة في الحفاظ على التعاون مع الأردن، رغم التوترات الناتجة عن الحادثة الأخيرة. فإسرائيل تدرك أن الحفاظ على علاقات مستقرة مع الأردن يمثل ركيزة أساسية للأمن الإقليمي، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة التي تشهدها المنطقة بشكل عام.
المصدر: وكالات