اعترف رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي “هرتسي هاليفي” بصعوبة إعادة جميع الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عبر العمليات العسكرية فقط. وأوضح هاليفي خلال حديثه مع عائلات الجنود الأسرى أن الجيش يبذل كل جهوده. لكن الظروف المعقدة قد تجعل استعادة جميع المحتجزين أمراً بعيد المنال. وبيّن هاليفي أن اتخاذ أي قرار حول إبرام صفقة تبادل للأسرى يعتمد في النهاية على الحكومة الإسرائيلية.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن هاليفي تأكيده أن الجيش يتحمل مخاطر كبيرة للحصول على معلومات استخباراتية عن الأسرى. في إشارة إلى الجهود المستمرة لمعرفة مصيرهم. ومع تصاعد الضغط الشعبي، اتهمت عائلات الأسرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتعطيل أي محاولات للتوصل إلى اتفاق تبادل مع حماس. وفي مظاهرة غاضبة أمام منزله في قيساريا، عبّر المتظاهرون عن استيائهم من سياساته، مشيرين إلى أن تعنته يهدد حياة المحتجزين ويؤخر التوصل لأي حل.
نتنياهو يعرقل الصفقة
واتهمت عائلات الأسرى خلال مؤتمر صحفي عقد في تل أبيب نتنياهو بعرقلة الحلول الدبلوماسية. وأكدوا أن سياسته تؤدي إلى استمرار احتجاز جنودهم، معتبرين أن استمرار التصعيد العسكري دون صفقة تبادل للأسرى يعادل حكماً بالإعدام على المحتجزين. وطالبوا الإدارة الأميركية بالضغط على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الأسرى ويضع حداً للصراع المستمر.
وأشارت عائلات الأسرى إلى أن السياسة التي يتبعها رئيس وزراء الاحتلال المتهم دوليًا بارتكاب جرائم حرب، نتنياهو. وخصوصاً تمسكه بالسيطرة على منطقة محور فيلادلفيا، هي السبب الرئيسي وراء تعثر إتمام صفقة التبادل، مما يعزز استمرار احتجاز الجنود في غزة. كما حذروا من أن هذه السياسة قد تخلق حالات جديدة مشابهة لقضية الطيار الإسرائيلي المفقود، رون آراد، الذي اختفى في ظروف غامضة منذ سنوات.
عائلات الأسرى عبرت عن مخاوفها من أن بقاء نتنياهو في السلطة يعني أن النزاع العسكري سيستمر بلا نهاية. وأن أي توسيع للعمليات العسكرية في الشمال. دون التوصل إلى صفقة تبادل، سيكون بمثابة حكم نهائي على حياة الجنود المحتجزين. في ختام تصريحاتهم، وجهت العائلات نداءً حثيثاً للإدارة الأميركية، مطالبة بمزيد من التدخل الدبلوماسي والضغط على الحكومة الإسرائيلية لتغيير موقفها. معتبرين أن حل أزمة الأسرى يجب أن يكون أولوية قصوى. لا سيما مع تصاعد التوترات والتبعات الإنسانية المحتملة في حالة استمرار الصراع.
تأخير الصفقة يزيد من المعاناة
أوضحت عائلات الأسرى أن التأخير في التوصل إلى اتفاق تبادل يزيد من تعقيد الموقف ويعرض حياة المحتجزين لمزيد من المخاطر. مشيرين إلى أن الوضع الراهن لا يخدم إلا تأجيج الصراع وإطالة أمده. وطالبوا القيادة الإسرائيلية بتغليب الحلول الدبلوماسية على العمليات العسكرية التي، في رأيهم، لن تؤدي إلا إلى المزيد من الخسائر البشرية وتعميق الأزمة.
كما شددت العائلات على أن أي فرصة لتحقيق اختراق في المفاوضات يجب ألا تضيع، داعين الحكومة إلى التصرف بحكمة وسرعة. وأشاروا إلى تجارب سابقة حققت فيها إسرائيل صفقات تبادل أسرى ناجحة. معتبرين أن هناك فرصة لتحريك هذا الملف عبر الوساطات الدولية، إذا توافرت الإرادة السياسية.
في نهاية حديثهم، حذروا من أن تجاهل هذه القضية قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية في إسرائيل. معتبرين أن الإفراج عن الأسرى ليس فقط مطلباً إنسانياً، بل جزء أساسي من استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
المصدر: وصل بوست + وكالات