في تقرير نشره موقع “بوليتيكو”، نقل عن مسؤولين أميركيين توقعهم تصاعدًا خطيرًا في الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني خلال الأيام القليلة المقبلة، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة بين الطرفين. ويأتي هذا التقييم وسط تصاعد الهجمات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، والتي جعلت فرص خفض التوترات بين الطرفين تبدو ضئيلة جدًا.
وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أن التوترات قد بلغت ذروتها بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية، مما يجعل من الصعب رؤية إمكانية التوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وحزب الله في المستقبل القريب. رغم محاولات واشنطن الحثيثة للتواصل مع حلفائها الإقليميين وإسرائيل، إلا أن الوضع يتجه نحو مزيد من التصعيد.
وأوضحت المصادر لـ”بوليتيكو” أن واشنطن تجري محادثات مكثفة مع إسرائيل ودول أخرى في المنطقة، في محاولة لاحتواء التصعيد وتجنب مواجهة مباشرة بين الطرفين. ورغم ذلك، أكدت إسرائيل للمسؤولين الأميركيين أنها عازمة على الضغط على حزب الله عسكريًا لإجباره على القبول بحل يتيح إعادة المستوطنين النازحين من شمال إسرائيل إلى المستوطنات.
تبدد الحلول الدبلوماسية وسط تصاعد وتيرة الضربات
تُعتبر الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد حزب الله انتكاسة واضحة لجهود واشنطن في منع اندلاع حرب شاملة في المنطقة. ورغم تقليل بعض المسؤولين الأميركيين من احتمالية نشوب مواجهة فورية، فإن الوضع الحالي يُثير قلقًا متزايدًا، حيث تتفاقم التوترات بشكل خطير مع مرور الوقت.
وشهد الأسبوع الماضي تصاعدًا غير مسبوق في الصراع، حيث أدت تفجيرات استهدفت أجهزة الاتصالات في مختلف أنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء إلى سقوط 37 قتيلًا وإصابة أكثر من 3000 شخص. وازدادت حدة الصراع مع استهداف إسرائيل قياديين في حزب الله في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت يوم الجمعة، ما أسفر عن استشهاد 37 شخصًا وفقًا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية، التي أكدت استمرار أعمال رفع الأنقاض بحثًا عن المزيد من الضحايا.
تشير هذه التطورات إلى أن المنطقة قد تكون على أعتاب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، في وقت تحذر فيه العديد من الأطراف الدولية من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على هذا التصعيد. في ظل الأوضاع المتفجرة، يبقى السؤال حول ما إذا كان يمكن للدبلوماسية أن تتدخل لوقف النزيف، أم أن الحرب أصبحت أمرًا لا مفر منه في هذا الصراع المتفاقم؟
المصدر: وكالات