- وصل بوست – محمد فوزي
شهدت تل أبيب مساء الجمعة سلسلة انفجارات قوية بعد تسلل طائرتين مسيّرتين أطلقتا من لبنان، ما أثار حالة من التوتر والذعر في المدينة. الجيش الإسرائيلي أعلن أن دفاعاته الجوية نجحت في اعتراض إحدى المسيّرتين، فيما لم تُسجل أي إصابات حتى اللحظة. وأضاف الجيش أن التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادث وأسباب تسلل الطائرتين، مشيراً إلى أن أحد المباني في منطقة هرتسيليا وسط إسرائيل قد تعرض لأضرار جراء الانفجارات.
وتزامناً مع هذه الأحداث، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بانقطاع التيار الكهربائي في هرتسيليا بعد إطلاق صفارات الإنذار تحذيراً من الهجوم. وظهرت صور تظهر الأضرار التي لحقت بمبنى دار عجزة في تل أبيب نتيجة سقوط صاروخ اعتراضي، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق المسيّرتين حتى الآن.
مخاف امنية من تكرار الهجمات
الصحافة الإسرائيلية بدورها نقلت مخاوف أجهزة الأمن من احتمال تكرار هجمات مشابهة على تل أبيب خلال الليلة. تأتي هذه الحادثة في وقت يتصاعد فيه التوتر في المنطقة، حيث استهدفت جماعات مثل حزب الله والحوثيين و”المقاومة الإسلامية في العراق” المدينة بطائرات مسيرة دعماً لقطاع غزة الذي يتعرض لهجمات إسرائيلية منذ عام.
في ظل هذه التطورات، تزداد المخاوف في إسرائيل من التصعيد المتواصل على جبهات متعددة. تل أبيب، التي كانت في السابق بعيدة نسبياً عن خط المواجهات، أصبحت الآن هدفاً متكرراً لهجمات الطائرات المسيرة من لبنان ودول أخرى في المنطقة. هذا التغير الجذري في نمط الهجمات يعكس تصاعد قدرات الفصائل المسلحة في استخدام التكنولوجيا العسكرية، مما يضيف تحديات جديدة للدفاعات الإسرائيلية التي تجد نفسها أمام تهديدات غير تقليدية، تمتد إلى ما وراء الصواريخ والقذائف التقليدية.
تزايد الهجمات ضد اسرائيل
التصعيد الأخير يأتي في سياق دعم هذه الجماعات لفلسطين، خاصة مع الحملة الإسرائيلية المستمرة ضد قطاع غزة. الردود المتعددة من لبنان واليمن والعراق تشير إلى تزايد التحالفات الإقليمية التي تدعم المقاومة الفلسطينية بطرق مختلفة، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة التي باتت أداة فعالة لنقل الرسائل السياسية والعسكرية. ومن الواضح أن هذه الهجمات تأتي ضمن استراتيجية جديدة تهدف إلى نقل المواجهة إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.
ومع استمرار الغارات الإسرائيلية على غزة، يبدو أن تل أبيب أصبحت جزءاً من معادلة الردع الجديدة، حيث تسعى الفصائل المختلفة إلى توسيع نطاق الحرب لتشمل مدناً ومناطق كانت تُعتبر بعيدة عن القتال المباشر. في هذا السياق، تعمل إسرائيل على تعزيز دفاعاتها، لكنها تواجه ضغوطاً كبيرة للتعامل مع تطور أساليب الهجمات التي باتت تزعزع أمن المناطق التي ظلت هادئة نسبياً. الأسابيع القادمة قد تحمل المزيد من التصعيد في ظل غياب أي جهود دولية فعالة لإيقاف هذه الدوامة من العنف.
المصدر: وكالات