- وصل بوست – محمد فوزي
في مقال نشرته صحيفة “هآرتس”، يثير الكاتب الإسرائيلي روجل ألفر تساؤلات حول أهداف الحرب التي تقودها حكومة بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن الصراع الحالي ليس مجرد حرب عسكرية ضد الأعداء الخارجيين، بل يبدو وكأنه وسيلة لتأجيل مواجهة داخلية تهدد المجتمع الإسرائيلي بحرب أهلية محتملة.
ألفر يشير إلى أن الحرب التي اندلعت بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول عززت من موقف نتنياهو السياسي بدلاً من إضعافه. ففي حين يُتوقع أن يُحاسب في الأنظمة الديمقراطية على الفشل في حماية الدولة، نجح نتنياهو في تحويل الأزمة إلى أداة سياسية للبقاء في السلطة. هذا النجاح السياسي يعكس ضعف الديمقراطية الإسرائيلية قبل الهجوم، حيث رفض نتنياهو الاستقالة رغم اتهامه في قضايا فساد، مما أدى إلى تآكل المعايير الديمقراطية في البلاد.
تجنب المواجهة الداخلية
يرى ألفر أن هذه الحرب ليست سوى وسيلة لتأجيل المواجهة الداخلية. فبعد انتهاء الحرب مع غزة، لن يعيش المجتمع الإسرائيلي في سلام واستقرار، بل سيقف على حافة صراع داخلي. يوضح الكاتب أن كثيرين في إسرائيل يرون أن “الحرب الأبدية” أقل خطراً من الحرب الأهلية المحتملة، حتى وإن لم يعبروا عن ذلك علنًا.
الحرب، وفقًا لألفر، لا تخدم فقط المصالح الشخصية لنتنياهو، بل تدعم أيضًا فكرة الوحدة الوطنية التي تعتبرها قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي مفتاحًا لتحقيق النصر في الصراعات الإقليمية. إلا أن هذه الوحدة تأتي على حساب التضحية بالاقتصاد، الجنود، والمختطفين، مما يجعلها هدفًا غير مستدام.
مستقبل غامض ومخاطر متزايدة
ألفر يحذر من أن استمرار الحرب يضعف التيار الليبرالي في إسرائيل. الطيارون الذين كانوا يرفضون الخدمة تحت حكم نتنياهو بدافع القيم الديمقراطية، باتوا الآن يقصفون غزة، مما يلوث تلك القيم التي دافعوا عنها سابقًا. كما أن حركة “إخوة في السلاح”، التي كانت رمزًا للمقاومة الديمقراطية، أصبحت الآن متورطة في جرائم الحرب، وفقًا لألفر.
في الضفة الغربية، يتزايد عنف المستوطنين، بينما توسع إسرائيل سيطرتها على شمال غزة. هذه التحركات تؤدي إلى تآكل سيادة القانون وانهيار الاقتصاد، مما يهدد بشكل كبير الديمقراطية الليبرالية في إسرائيل. ألفر يرى أن كل يوم من استمرار الحرب يقرب إسرائيل من انهيار ديمقراطي شامل.
في النهاية، ألفر يعتقد أن “الحرب الأبدية” لن تستمر إلى الأبد، بل ستنتهي عندما تتمكن القوى اليمينية والدينية المتطرفة من السيطرة الكاملة على البلاد، مما سيحول إسرائيل إلى دولة دينية عسكرية، تحتفل فيها بالاغتيالات وتبكي على كل جندي يسقط
المصدر: وكالات