- وصل بوست – محمد فوزي
في تقرير مطول نشرته صحيفة بوليتيكو، تم رسم سيناريو مفصل يوضح ما قد يحدث إذا خسر المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. الصحيفة أشارت إلى أنه إذا جاءت نتائج الانتخابات ضده، فإن ترامب قد يحاول مرة أخرى قلب الطاولة كما فعل في انتخابات 2020، عندما رفض قبول الهزيمة وسعى بكل الطرق للبقاء في السلطة، مما أدى إلى فوضى سياسية واجتماعية هزت الولايات المتحدة.
ترامب واستعداداته للانتخابات المقبلة
عودة ترامب إلى المشهد السياسي تثير قلقًا كبيرًا لدى العديد من المؤسسات والمسؤولين الذين عارضوا محاولاته في الانتخابات السابقة. هذا القلق يعكس احتمالية تكرار سيناريو مشابه لعام 2020، حيث يتفق الكثيرون على أن ترامب وحلفاءه يخططون منذ الآن لمواجهة أي هزيمة محتملة في الانتخابات المقبلة.
بحسب تيم هيفي، الذي قاد تحقيقات حول محاولات ترامب قلب نتائج انتخابات 2020، فإن “التهديد ما زال قائمًا”. ويضيف أن ترامب لن يتردد في استخدام كل ما لديه من قوة وحلفاء لتغيير مسار الانتخابات إذا خسر.
ما يميز انتخابات 2024 عن سابقتها
الانتخابات المقبلة تبدو أكثر تعقيدًا بالنسبة لترامب. فالمرشح الجمهوري يفتقر الآن إلى بعض الأدوات التي استخدمها سابقًا لقلب نتائج الانتخابات، مثل الجيش ووزارة العدل، اللذين يقعان الآن تحت إدارة الرئيس جو بايدن. كما أن محاولة تكرار سيناريو 2020 سيحتاج إلى دعم واسع من حلفائه الجمهوريين في الكونغرس والمجالس التشريعية للولايات، وهو دعم لم يكن متوفراً له بالكامل في الانتخابات السابقة.
من جانب آخر، أدخل الديمقراطيون تعديلات قانونية بعد انتخابات 2020 لزيادة الشفافية ومنع التلاعب في عملية احتساب الأصوات، مما يضع عقبات إضافية أمام أي محاولة لتغيير نتائج الانتخابات.
السيناريوهات المحتملة إذا خسر ترامب
في حالة خسارته الانتخابات المقبلة، قد يواجه ترامب سلسلة من التحديات القانونية التي قد تستمر طوال حياته. وفي حال فوزه، من المرجح أن تتوقف هذه الإجراءات، مما يعطيه دافعًا إضافيًا لتحقيق النصر. ولكن إذا فازت منافسته الديمقراطية كامالا هاريس بشكل ساحق، قد يجد ترامب صعوبة في حشد الدعم الكافي للطعن في النتائج.
رغم ذلك، لن يتردد ترامب في استخدام حملات دعائية قوية لإثارة الشكوك حول نزاهة الانتخابات، مدعيًا أن الديمقراطيين قد قاموا بالغش. كما سيعتمد على حلفائه في الولايات المتأرجحة لعرقلة عملية التصديق على نتائج الانتخابات، محاولًا منع هاريس من الوصول إلى 270 صوتًا في المجمع الانتخابي.
مخاوف من اضطرابات مدنية
مع تصاعد حدة التهديدات ضد مسؤولي الانتخابات وتزايد المخاوف من اندلاع اضطرابات مدنية، يمكن أن يصبح المشهد الانتخابي محفوفًا بالمخاطر. إذا ظهرت نتائج ضيقة لصالح هاريس، قد يغطي ترامب الولايات بالإعلانات التي تحث على “وقف السرقة”، ويرفع دعاوى قضائية متعددة لإلغاء النتائج.
لكن في النهاية، ترجح بوليتيكو أن نظام الانتخابات في الولايات المتحدة قادر على الصمود أمام مثل هذه المحاولات، وأنه رغم الفوضى المتوقعة، فإن ترامب لن يتمكن من إلغاء نتائج الانتخابات الشرعية بسهولة.
المصدر: وكالات