وصل بوست – محمد فوزي
أعلنت سلسلة متاجر كارفور إغلاق جميع فروعها في الأردن بدءًا من اليوم الاثنين، بعد ضغط واسع من حملات المقاطعة الشعبية التي جاءت احتجاجًا على دعم الشركة للاحتلال الإسرائيلي. وجاء هذا القرار في بيان رسمي نشرته كارفور الأردن عبر صفحتها على فيسبوك، حيث أكدت أنها ستوقف جميع عملياتها في المملكة، معربةً عن شكرها لعملائها وداعميها، وعن أسفها لأي إزعاج قد يتسبب فيه هذا القرار.
في الأشهر الأخيرة، واجهت كارفور الأردن، المملوكة لمجموعة ماجد الفطيم الإماراتية، حملة مقاطعة شعبية مكثفة، دفعتها إلى اتخاذ خطوات للتخفيف من تأثير المقاطعة، بما في ذلك محاولات تغيير اسم العلامة التجارية كإجراء لتجنب الغضب الشعبي. ومع ذلك، باءت هذه المحاولات بالفشل، حيث لم تلقَ قبولًا واسعًا واستمرّت الضغوط على كارفور حتى وصلت إلى قرار الإغلاق الكامل.
تصاعدت حملة المقاطعة تدريجيًا حتى بدأت سلسلة كارفور بتقليص نشاطها في الأردن، حيث أزيلت العلامات التي تحمل اسمها من بعض الفروع كإجراء أولي. إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لتهدئة الموجة الشعبية، مما دفع إدارة كارفور إلى إغلاق الفروع كافة. من جهتها، وصفت حركة المقاطعة هذا الإجراء بأنه “انتصار للإرادة الشعبية الأردنية” التي طالبت بإنهاء التعامل مع الشركة وتأكيد استقلالية الاقتصاد المحلي.
دعمًا لهذه المقاطعة، أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية أن أكثر من 90% من الأردنيين شاركوا أو دعموا حملات المقاطعة ضد كارفور. يعكس هذا الرقم تلاحمًا قويًا بين الأردنيين حول أهداف المقاطعة وإصرارهم على توجيه رسالة واضحة برفض التعامل مع الشركات الداعمة للاحتلال.
قرار كارفور بإغلاق فروعها في الأردن يأتي كتطورٍ مهم، ويعكس مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه حملات المقاطعة الشعبية. وبات واضحًا أن الجمهور الأردني يمتلك من القوة ما يكفي لإحداث تغييرات ملموسة، خاصة حين تكون هذه الحملات متحدة في رؤيتها وموجهة نحو أهداف وطنية واضحة
المصدر: وكالات