وصل بوست – محمد فوزي
في خطوة مفاجئة رغم فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب، أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي اليوم الخميس عن خفض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية، لتستقر بين 4.50% و4.75%. جاء هذا القرار بعد اجتماع استمر يومين للجنة السوق المفتوحة، حيث أشار صناع السياسات إلى استقرار أوضاع سوق العمل واستمرار التضخم في التحرك نحو الهدف المحدد بنسبة 2%.
الاحتياطي الفيدرالي أوضح أن النشاط الاقتصادي ما زال يتوسع بوتيرة قوية، مما دفعه لتبني سياسة خفض الفائدة، رغم أن نهج ترامب المتحمس لـ”دولار قوي” يميل نحو رفع الفائدة. ويثير هذا القرار تساؤلات حول مستقبل السياسة النقدية في ظل قيادة ترامب، الذي من المتوقع أن يؤثر توجهه الاقتصادي في توجهات الاحتياطي الفيدرالي مستقبلاً.
وفي سياق ذي صلة، أفادت شبكة “سي إن إن” اليوم -نقلاً عن مستشار كبير لترامب طلب عدم الكشف عن هويته- بأن الرئيس المنتخب من المرجح أن يسمح لجيروم باول بإكمال فترة رئاسته للاحتياطي الفيدرالي حتى نهاية ولايته في مايو 2026. ويبدو أن ترامب وفريقه الاقتصادي يرون في الوقت الحالي أن بقاء باول على رأس “المركزي” يخدم أهدافهم، رغم تباين الآراء بين الفريقين حول السياسة النقدية وأهمية “الدولار القوي.”
قرار خفض الفائدة يعكس رؤية الاحتياطي الفيدرالي بضرورة تكييف السياسة النقدية لمواجهة تحديات السوق وتعزيز النمو الاقتصادي، بينما تعكس تصريحات فريق ترامب استعداداً لمواصلة التعاون مع إدارة باول لضمان استقرار الاقتصاد الأميركي، إذ يبدو أن السياسة النقدية قد تشهد مرونة أكبر لتتكيف مع أولويات الإدارة الجديدة.
بهذا القرار، يتطلع المستثمرون والمراقبون إلى كيفية تفاعل الأسواق مع هذه الخطوة، ومدى تأثير السياسات المستقبلية على قيمة الدولار وتوقعات النمو. فإبقاء باول على رأس الاحتياطي قد يعكس توازناً بين توجهات ترامب الاقتصادية وأهداف الفيدرالي في تحفيز الاقتصاد، مما يشير إلى إمكانية استمرار بعض الاستقرار رغم اختلاف الرؤى.
المصدر: وكالات