يعتبر الذكاء الاصطناعي أحد أكثر التقنيات التي أثارت جدلًا عالميًا خلال السنوات الأخيرة. حيث تتزايد المخاوف من تأثيراته السلبية على الوظائف والمجتمع. جوجل، كواحدة من الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا، قررت أن تلعب دورًا رياديًا من خلال مبادرة تعليمية ضخمة تهدف إلى إزالة الغموض عن هذه التقنية الثورية.
كيف تسعى جوجل لتثقيف العالم حول الذكاء الاصطناعي؟
وفقا لمنشور في موقع Phonearena، إن شركة جوجل خصصت ميزانية قدرها 120 مليون دولار في سبتمبر 2024 لإطلاق برامج تعليمية تستهدف ثلاث شرائح رئيسية:
- المستهلكون: لتعريفهم بكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية بشكل آمن.
- الموظفون: لتقديم رؤى حول كيفية استفادتهم من الذكاء الاصطناعي في تحسين إنتاجيتهم.
- صانعو القرار والقانون: لرفع وعيهم بالتأثيرات الحقيقية للذكاء الاصطناعي بعيدًا عن التضليل.
تعتقد جوجل أن المخاوف تجاه الذكاء الاصطناعي تعود إلى كونه تقنية جديدة وغير مألوفة، مما يدفع الناس إلى الحذر أو حتى العداء.
فوائد الذكاء الاصطناعي على العمل:
الذكاء الاصطناعي يقدم فوائد عديدة يمكنها أن تحدث ثورة في بيئة العمل. أولًا، يُساهم في تحسين الكفاءة التشغيلية للشركات من خلال أتمتة العمليات وتبسيطها. بالإضافة إلى ذلك، يُتيح فرصًا لابتكار مجالات عمل جديدة داخل قطاعات التكنولوجيا، مما يُعزز من التنوع الوظيفي. علاوة على ذلك، يُقلل الذكاء الاصطناعي بشكل كبير الوقت المطلوب لإتمام المهام الروتينية، مما يُتيح للموظفين التركيز على الأعمال الإبداعية والاستراتيجية.
هل الذكاء الاصطناعي يهدد الوظائف أم يفتح آفاقًا جديدة؟
لا يمكن تجاهل تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل. اعترفت جوجل بأن التكنولوجيا تسببت في تسريحات كبيرة للعمال نتيجة لتبني الشركات لها. ومع ذلك، ترى الشركة أن هناك فرصًا جديدة يمكن استغلالها لصالح الموظفين المتأثرين.
وقد أوضح كينت ووكر، رئيس الشؤون العالمية في جوجل، في تصريح خاص لموقع رويترز: “نهدف إلى تسليط الضوء على الجانب الإيجابي ومساعدة الأفراد الذين قد تتأثر وظائفهم نتيجة لهذه التغيرات.”
موقف المستخدمين من الذكاء الاصطناعي: لماذا تستمر الشكوك؟
رغم جهود الشركات الكبرى مثل جوجل وأبل وسامسونج، لا تزال ردود فعل المستخدمين تجاه الذكاء الاصطناعي سلبية. عندما أعلنت أبل وسامسونج عن دمج الذكاء الاصطناعي في هواتفهما الأحدث، قوبلت الخطوة بانتقادات واسعة. أشار مستخدمو هواتف جالاكسي وآيفون إلى أنهم غير مهتمين بمثل هذه الميزات، مطالبين بتحديثات أخرى أكثر أهمية مثل تحسين عمر البطارية أو جودة الكاميرا.
الجانب الآخر من القصة: هل هناك دوافع خفية؟
لا يمكن تجاهل التوقيت الذي جاءت فيه هذه المبادرة. حيث تواجه جوجل حاليًا دعوى قضائية ضخمة لمكافحة الاحتكار، حيث قد يتم إجبارها على بيع متصفح كروم وإجراء تغييرات جوهرية في محرك البحث الخاص بها. جزء من هذه القضية يركز على استخدام جوجل لنظام Gemini الذي يلخص نتائج البحث. مما أدى إلى انخفاض كبير في حركة المرور على المواقع الإلكترونية.
من خلال هذه الجهود التثقيفية، قد تحاول جوجل تحسين صورتها أمام المستهلكين والمشرّعين لتخفيف الضغوط القانونية عليها.
هل ينجح التعليم في تغيير الرأي العام؟
تواجه شركات التكنولوجيا حاليًا حالة من الجمود مع المستهلكين. بينما تستثمر الشركات مليارات الدولارات في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، يصر المستهلكون على أن هذه التكنولوجيا قد تكون مجرد صيحة مؤقتة.
لكن، إذا تم استخدام الذكاء الاصطناعي بالطريقة الصحيحة، فقد يشهد العالم قفزة نوعية في كل من حياتنا اليومية والعملية. يبقى السؤال: هل تستطيع جوجل من خلال برامجها التعليمية تغيير هذه النظرة أم أن الجهود ستذهب سدى؟