في خطوة تزيد من التوتر الإقليمي، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء، أن قوات الاحتلال ستظل متمركزة على قمة جبل الشيخ والمنطقة الأمنية المحيطة به إلى أجل غير مسمى، وذلك بذريعة ضمان أمن المستوطنات الإسرائيلية في الجولان والشمال.
وخلال زيارة للقوات الإسرائيلية المتمركزة هناك، شدد كاتس على أن تل أبيب لن تسمح بترسيخ أي وجود عسكري للقوات التي وصفها بـ”المعادية” في جنوب سوريا. وتأتي هذه التصريحات في ظل تأكيدات إسرائيلية بأن قواتها اتخذت مواقع داخل المنطقة المنزوعة السلاح، التي تراقبها الأمم المتحدة داخل الأراضي السورية، بل وتجاوزت بعض هذه المواقع في تحركات اعتبرتها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي انتهاكًا للاتفاقيات الدولية.
جبل الشيخ، الذي يضم سلسلة من القمم الجبلية المغطاة بالثلوج، يشرف على العاصمة السورية دمشق وهضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967. ومع سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في ديسمبر الماضي، كثفت إسرائيل توغلاتها العسكرية داخل الأراضي السورية، خصوصًا في محافظة القنيطرة، حيث اجتاحت قواتها مناطق مثل مدينة السلام (البعث سابقًا)، جباثا الخشب، طرنجة، والسويسة، وقامت بتدمير مواقع وبنى تحتية عسكرية تابعة للنظام السابق.
ولم تقتصر العمليات الإسرائيلية على القنيطرة، بل شملت أيضًا مناطق في ريف درعا الغربي، مثل جملة، الشجرة، وصيدا، قبل أن تنسحب منها لاحقًا. هذه التحركات أثارت انتقادات دولية، حيث دعت الأمم المتحدة إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي السورية، معتبرةً ذلك انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.
ورغم الضغوط المتزايدة، تصر إسرائيل على إبقاء قواتها في المناطق التي سيطرت عليها، مبررة ذلك بدواعٍ أمنية، في خطوة قد تؤدي إلى تصعيد جديد على الحدود السورية-الإسرائيلية، وسط مخاوف من تفجر مواجهة أوسع في المنطقة.
المصدر: وكالات