في خطوة تهدد بتصعيد التوترات التجارية العالمية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده ستفرض رسومًا جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي، متهمًا بروكسل بالتعامل مع الولايات المتحدة بشكل “غير عادل”. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مساء الجمعة، حيث أشار ترامب إلى العجز التجاري الكبير مع أوروبا، مؤكداً أنه سيتخذ إجراءات “قوية” لحماية الاقتصاد الأميركي.
إلى جانب الاتحاد الأوروبي، شمل القرار فرض 25% على الواردات من كندا والمكسيك، و10% على الواردات الصينية، وهي إجراءات تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من اليوم السبت. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الصناعات الأميركية وتقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية.
في المقابل، لم تتأخر كندا والمكسيك في الرد، حيث أعلنتا عزمهما اتخاذ إجراءات مضادة لحماية مصالحهما التجارية، بينما حاولتا طمأنة واشنطن بشأن مخاوفها الاقتصادية والأمنية. أما الاتحاد الأوروبي، فمن المتوقع أن يرد برسوم انتقامية على السيارات والمنتجات الزراعية الأميركية، مما ينذر بتصاعد المواجهة التجارية.
قرار ترامب قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية واسعة، تشمل:
• تصعيد الحرب التجارية، إذ قد تتخذ الدول المستهدفة إجراءات مضادة، مما يؤثر على الشركات الأميركية المصدرة.
• تباطؤ النمو الاقتصادي، حيث سترتفع تكاليف الاستيراد، مما قد يؤدي إلى زيادة الأسعار، وتراجع الإنتاج، وربما تسريح العمال في بعض القطاعات.
• ضرب قطاع السيارات والتكنولوجيا، إذ ستكون الصناعة الألمانية والفرنسية الأكثر تضررًا، بينما قد تواجه شركات مثل آبل ومايكروسوفت تحديات في سلاسل التوريد.
• توتر العلاقات الأميركية الأوروبية، حيث قد يتسبب القرار في إضعاف التحالف الاستراتيجي بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق بالتعاون في مجالات الأمن والدفاع.
• تحولات في التجارة العالمية، حيث قد تلجأ الدول الأوروبية إلى تعزيز شراكاتها مع الصين ودول أخرى، مما قد يقلل من النفوذ الأميركي عالميًا.
منذ وصوله إلى السلطة، لوّح ترامب مرارًا بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، مبررًا ذلك بعدم التوازن التجاري. واليوم، يبدو أن التهديدات أصبحت واقعًا، مما قد يدفع الاقتصاد العالمي إلى مرحلة جديدة من التوترات التجارية، وربما الركود الاقتصادي إذا استمرت التصعيدات المتبادلة. فهل نشهد قريبًا حربًا تجارية شاملة؟
المصدر: وصل بوست