بعد المنافسة القوية بين آبل “Apple” وميتا “Meta” في سوق نظارات الواقع المختلط، تستعد الشركتان لخوض صراع جديد في مجال الروبوتات البشرية الذكية. هذه الأجهزة المستقبلية ليست مجرد خيال علمي بعد الآن، بل قد تصبح قريبًا جزءًا من الحياة اليومية، حيث يمكنها أداء مهام منزلية مثل طي الملابس، إعداد الطعام، وتنظيف الأواني.
تطور الذكاء الاصطناعي يقود مستقبل الروبوتات
مثلما هيمنت تقنيات الذكاء الاصطناعي على المشهد التكنولوجي في السنوات الأخيرة، فإن العقد القادم سيكون مليئًا بتطورات في مجال الروبوتات الذكية، خاصة تلك المصممة للاستخدامات المنزلية والمساعدة البشرية.
آبل وميتا تدخلان عالم الروبوتات البشرية
وفقًا لتقرير نشره الصحفي التقني مارك غورمان في بلومبيرج، تخوض كل من آبل وميتا سباقًا جديدًا في عالم التكنولوجيا. الشركتان تعملان على تطوير روبوتات بشرية مدعومة بالذكاء الاصطناعي. من جهة، قامت ميتا بإنشاء قسم جديد ضمن وحدة Reality Labs بهدف تطوير روبوت ذكي قادر على تنفيذ المهام اليومية. ومن جهة أخرى، تعتمد آبل على فريقها المتخصص في التعلم الآلي (Machine Learning) لتطوير نموذجها الخاص. رغم اختلاف النهج، يبدو أن كلا الشركتين تسعيان إلى إعادة تعريف مفهوم الروبوتات البشرية في المستقبل القريب
هل تصبح الروبوتات البشرية الذكية جزءًا من حياتنا اليومية؟
تشير التقارير إلى أن الروبوتات البشرية التي تطورها آبل وميتا ستتمتع بقدرات متقدمة تجعلها جزءًا من الحياة اليومية. أولًا، ستكون قادرة على تنفيذ الأعمال المنزلية، مثل غسل الصحون وكي الملابس، مما يوفر الكثير من الوقت والجهد. بالإضافة إلى ذلك، ستساعد في المهام اليومية، مثل تحضير الطعام أو ترتيب الأغراض، مما يجعلها شريكًا مثاليًا في المنزل.
علاوة على ذلك، ستتمكن هذه الروبوتات من التفاعل مع المستخدمين من خلال الأوامر الصوتية، مما يسهل عملية التواصل. الأهم من ذلك، أنها ستعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يمنحها القدرة على التعلم وتحسين أدائها بمرور الوقت.
لماذا تتنافس آبل وميتا على تطوير روبوتات الذكاء الاصطناعي؟
المنافسة في مجال الروبوتات البشرية لا تقتصر على تطوير التكنولوجيا فحسب، بل تمتد أيضًا إلى بناء منصات قادرة على دعم تطبيقات متنوعة. من ناحية، تعمل ميتا على تطوير منصة برمجية تتيح لمطوري الأجهزة دخول عالم الروبوتات البشرية بسهولة. حيث تستفيد من خبرتها في أجهزة الاستشعار وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يمنحها ميزة تنافسية قوية. من ناحية أخرى، تركز آبل على تقديم روبوت متكامل يعمل بانسجام مع أنظمتها الذكية، مثل Siri وApple Home. هذا النهج يجعل روبوت آبل جزءًا من نظامها البيئي المغلق، مما يضمن تجربة سلسة ومتجانسة للمستخدمين.
هل ستكون المنافسة شبيهة بما فعلته Tesla؟
يتم مقارنة مشاريع آبل وميتا مع روبوت تسلا Optimus، الذي قدمه إيلون ماسك كحل ثوري للمساعدة في المهام اليومية. حيث صرح ماسك في حدث We, Robot 2024 أن الروبوتات البشرية ستصبح جزءًا من الحياة اليومية، بل وتوقع أن يصبح سعرها بين 20,000 و30,000 دولار.
شركات أخرى تدخل المنافسة
التطور في مجال الروبوتات البشرية لا يقتصر على آبل وميتا فقط، بل يشهد دخول شركات أخرى تسعى لترك بصمتها. على سبيل المثال، تعمل Google DeepMind على استكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الروبوتات، مما قد يؤدي إلى تطوير تقنيات أكثر تطورًا وذكاءً. في الوقت نفسه، تبرز Apptronik، وهي شركة ناشئة في تكساس، بعد حصولها على استثمار بقيمة 350 مليون دولار بمشاركة من Google، حيث تهدف إلى تطوير روبوتات متعددة الاستخدامات.
ومن ناحية أخرى، تكتسب Figure AI شهرة متزايدة، إذ يُقال إنها منافس مباشر لمشروع تسلا، مما يعزز المنافسة في هذا المجال. مع هذا الزخم الكبير، يبدو أن سوق الروبوتات البشرية سيشهد قفزات نوعية في المستقبل القريب.
كيف ستؤثر الروبوتات البشرية على المستقبل؟
الروبوتات البشرية قد تحدث تغييرًا جذريًا في مختلف المجالات، بفضل تطور الذكاء الاصطناعي. في الرعاية الصحية، يمكنها مساعدة المرضى، وتقديم الرعاية، وتنفيذ المهام المتكررة التي تستنزف وقت الأطباء والممرضين. بالإضافة إلى ذلك، في التعليم، قد تصبح هذه الروبوتات مساعدين رقميين للطلاب والمعلمين، مما يسهل عملية التعلم ويوفر دعمًا فرديًا أكثر فاعلية.
أما في الحياة اليومية، فقد نرى روبوتات تساعد في التسوق، وتحضير الطعام، وحتى تنفيذ المهام الصعبة داخل المنازل. مع هذا التطور السريع، يبدو أن الروبوتات ستصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية قريبًا.
عالم جديد من الروبوتات الذكية
بينما يبدو أن آبل وميتا في بداية رحلتهما في عالم الروبوتات البشرية، فإن المنافسة تزداد شراسة مع دخول لاعبين كبار مثل تسلا، جوجل، وشركات ناشئة أخرى. هذه التطورات قد تغير شكل الحياة اليومية وتجعل الروبوتات جزءًا أساسيًا من المنازل خلال السنوات القادمة.
ما رأيك؟ هل تعتقد أن هذه الروبوتات ستكون مفيدة فعلًا أم أنها مجرد رفاهية تكنولوجية؟