تشهد أسواق النفط حالة من التذبذب الحاد، حيث صعدت الأسعار في أحدث التعاملات بعد أن بدأت اليوم على تراجع، متأثرة بمزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية، أبرزها العقوبات الأميركية المفروضة على إيران وروسيا، فضلاً عن المخاوف المتعلقة بالتعريفات الجمركية الأميركية وزيادة إنتاج تحالف “أوبك بلس”.
ارتفع خام برنت بنسبة 0.53% ليصل إلى 70.73 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى 67.40 دولارًا، في ظل تقلبات حادة أعقبت سبعة أسابيع من الخسائر لخام غرب تكساس وثلاثة أسابيع من التراجع لخام برنت.
العقوبات وتداعياتها على السوق
تسببت السياسة الاقتصادية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في اضطرابات واسعة، حيث فرض ثم أرجأ تعريفات جمركية على كبار موردي النفط، مثل كندا والمكسيك، ما زاد حالة عدم اليقين في الأسواق. ورغم النظرة السلبية لبعض المستثمرين بشأن هذه التعريفات، فإن العقوبات المفروضة على إيران وروسيا شكلت عامل دعم للأسعار على المدى القريب.
من جانب آخر، انتعشت أسعار النفط من أدنى مستوياتها في ستة أشهر بعد أن صرّح ترامب بأن الولايات المتحدة ستشدد العقوبات على موسكو إن لم توقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا. كما تبحث واشنطن تخفيف العقوبات على قطاع الطاقة الروسي مقابل وقف الحرب، وفقًا لتقارير إعلامية.
تراجع الدولار ومخاوف الأسواق العالمية
على صعيد العملات، واصل الدولار خسائره للأسبوع الثاني على التوالي، متأثرًا بضعف سوق العمل الأميركي وتصاعد المخاوف من حرب تجارية عالمية. ونتيجة لذلك، اتجه المستثمرون نحو الملاذات الآمنة، ما دفع الين الياباني والفرنك السويسري إلى أعلى مستوياتهما في عدة أشهر.
سجل الين الياباني ارتفاعًا بنسبة 0.8%، بينما بلغ الفرنك السويسري أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر. كما ارتفع اليورو مدعومًا بالإصلاحات المالية الألمانية، بينما تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر، بعد أن فقد أكثر من 3% من قيمته خلال الأسبوع الماضي.
هذه التقلبات الحادة تثير مخاوف المستثمرين بشأن الاقتصاد الأميركي، حيث لم يستبعد ترامب في مقابلة تلفزيونية أخيرة احتمال دخول البلاد في مرحلة ركود اقتصادي، مؤكداً أن الاقتصاد الأميركي يمر بـ”فترة انتقالية”، وهو تصريح زاد من قلق الأسواق.
المصدر: وكالات