في تصريح ناري حمل نبرة تحذير شديدة، كشف أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، أن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء محتجزون حالياً في مناطق داخل قطاع غزة طلب جيش الاحتلال إخلاءها خلال الأيام الأخيرة، محذراً من أن حياتهم باتت في خطر داهم.
وأوضح أبو عبيدة في بيانه، أن كتائب القسام قررت عدم نقل هؤلاء الأسرى، مع إبقائهم تحت إجراءات أمنية مشددة، رغم ما تنطوي عليه من مخاطر بالغة على سلامتهم. ووجه رسالة مباشرة إلى حكومة الاحتلال قائلاً: “إذا كنتم حريصين على حياة أسراكم، فالتفاوض الفوري هو السبيل الوحيد لإنقاذهم… وقد أعذر من أنذر”.
وأشار إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تتحمل كامل المسؤولية عن مصير الأسرى، مذكراً بأن الالتزام بالاتفاق السابق كان من شأنه إعادة معظمهم إلى ديارهم.
تصريحات القسام تأتي في وقت تشهد فيه الساحة الإسرائيلية توتراً داخلياً متصاعداً، إذ التقى رئيس الأركان إيال زامير بعائلات الأسرى، مؤكداً أن العملية العسكرية في غزة تهدف إلى استعادتهم. لكن العائلات عبّرت عن استيائها، مشيرة إلى أن التصعيد العسكري المستمر منذ أكثر من عام لم يُحرّك ملف المخطوفين.
وبحسب تقديرات إسرائيلية نُشرت في صحيفة هآرتس، فإن 21 إلى 24 أسيراً إسرائيلياً لا يزالون على قيد الحياة، في حين أُعلن عن مقتل 36 من أصل 59، بينما يُجهل مصير اثنين حتى الآن. وفي المقابل، يقبع أكثر من 9500 أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال.
وكان اتفاق سابق لوقف إطلاق النار قد أفضى إلى تبادل أسرى لمدة 42 يوماً، قبل أن تنسحب إسرائيل من المرحلة الثانية في 18 مارس/آذار، وتعود إلى خيار الحرب الذي أوقع أكثر من 50 ألف شهيد منذ السابع من أكتوبر 2023.
في هذا المشهد المعقّد، تبقى حياة الأسرى ورقة ضغط ثقيلة في معادلة سياسية وعسكرية تتشابك فيها الدماء بالمفاوضات.
المصدر: وكالات




