في ضربة جديدة على مسرح الحرب في أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء الجمعة تنفيذ قصف صاروخي وصفته بـ”الدقيق”، استهدف اجتماعا لقادة أوكرانيين ومدربين أجانب في مطعم بمدينة كريفي ريه جنوبي شرق البلاد. وبحسب موسكو، فإن الضربة أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 85 جندياً وضابطاً أجنبياً، وتدمير نحو 20 مركبة عسكرية في الموقع المستهدف.
لكن الرواية الأوكرانية جاءت مغايرة تمامًا. فقد أكدت كييف أن القصف الروسي لم يطل موقعاً عسكرياً، بل استهدف حيًا سكنيًا مأهولًا، ما أدى إلى مقتل 16 شخصًا، بينهم 6 أطفال، وإصابة أكثر من 50 آخرين، في ما وصفته بـ”جريمة حرب جديدة”. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو من مواليد كريفي ريه، إن هذه الضربة تعكس إصرار روسيا على استمرار الحرب ورفض أي تسوية سلمية.
الصاروخ المستخدم في القصف، وفق ما أعلنته السلطات الأوكرانية، من طراز “إسكندر”، وهو من منظومة صواريخ باليستية روسية متطورة قادرة على إصابة أهداف على بعد 500 كيلومتر. وأكد أندريه كوفالينكو، المسؤول الأوكراني عن مكافحة المعلومات المضللة، أن الهجوم كان متعمدًا ويستهدف قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين.
مدينة كريفي ريه، رغم موقعها غير البعيد عن جبهات القتال في منطقة دنيبروبتروفسك، أصبحت في مرمى نيران روسيا بشكل متكرر، خاصة خلال الأشهر الأخيرة. وكانت قد تعرضت لقصف صاروخي الأربعاء الماضي أودى بحياة أربعة مدنيين على الأقل.
هذا التصعيد الدامي يسلط الضوء على تعقيدات الصراع، حيث تتضارب الروايات بين موسكو وكييف، وسط صمت دولي متزايد وإحباط شعبي متصاعد من طول أمد الحرب وتكلفتها الإنسانية والسياسية.
المصدر: وكالات




