في يوم وُصف بأنه الأسوأ في تاريخ البورصة الأمريكية منذ سنوات، اهتزت الأسواق المالية العالمية تحت وقع قرار مفاجئ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية شاملة على واردات أغلب دول العالم. الخطوة، التي اعتبرها ترامب “تحريراً اقتصادياً” لأمريكا، سرعان ما تحوّلت إلى كابوس مالي، حيث فقدت الأسهم الأمريكية أكثر من تريليوني دولار من قيمتها خلال ساعات.
الرسوم التي تراوحت بين 10% و50%، طالت الصين بنسبة 34%، وتايوان 32%، والاتحاد الأوروبي 20%، وكندا والمكسيك بـ25%، فيما نالت فيتنام النصيب الأكبر بنسبة 46%. حتى دولاً صغيرة مثل ليوسوتو وكمبوديا لم تسلم من السيف الجمركي الأمريكي.
الأسواق لم تنتظر طويلاً للرد. مؤشر ستاندرد آند بورز هبط بأكثر من 4%، وناسداك تراجع بـ5%، أما داو جونز فخسر 3.5%. قطاع التكنولوجيا تلقى الضربة الأثقل، مع تراجع أسهم آبل بنسبة 8.5%، وأمازون 7.8%، ونزيف مماثل لمايكروسوفت وإنفيديا. الدولار الأمريكي والنفط سجلا تراجعاً ملحوظاً، فيما قفز الذهب والين الياباني كملاذات آمنة.
الصدمة لم تتوقف عند حدود أمريكا. البورصات الأوروبية والآسيوية شهدت خسائر واسعة، فيما أغلقت الأسواق الصينية أبوابها لعطلة رسمية. وجاءت تصريحات قادة العالم غاضبة ومقلقة، وسط تحذيرات من دخول الاقتصاد العالمي في دوامة ركود طويل الأمد.
ترامب، من جهته، بدا واثقاً، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات ستعيد “المجد الصناعي لأمريكا”، وتدفع الشركات لإعادة الإنتاج إلى الداخل. لكنه أكد في الوقت ذاته أن الرسوم “غير قابلة للتفاوض”، في رسالة واضحة للشركاء التجاريين.
الأسواق الآن على حافة الهاوية، والعالم يترقب الرد القادم في هذه الحرب التجارية المتفجرة.
وفي ظل هذه الاضطرابات، يجد المستثمرون أنفسهم أمام حالة من انعدام اليقين، وسط مخاوف من تصاعد الردود الدولية التي قد تشمل إجراءات مضادة، مما ينذر بدوامة تجارية مفتوحة قد تُطيح بآمال التعافي الاقتصادي العالمي وتُعزز مناخ التوتر بين واشنطن وشركائها التجاريين التقليديين.
المصدر: وكالات




