لأول مرة منذ خمس سنوات، أوقفت الصين استيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة لأكثر من 60 يومًا، في خطوة تعكس عمق التوترات السياسية المتصاعدة بين العملاقين الاقتصاديين.
وبحسب بيانات شركة “كبلر” لتتبع حركة السفن، لا توجد أي شحنات أميركية حالياً في طريقها إلى الموانئ الصينية، ما يعكس تراجعًا غير مسبوق في هذا النوع من التبادل التجاري الحيوي.
هذا الانقطاع يعيد إلى الأذهان فترة التوتر خلال رئاسة دونالد ترامب، حين توقفت الإمدادات لنحو 400 يوم حتى أبريل 2020. واليوم، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، ولكن في ظل تصعيد جديد، بعد أن رفعت بكين الرسوم الجمركية على الغاز الأميركي من 15% إلى 49%، رداً على قرارات جمركية أميركية صارمة.
ويبدو أن هذا الجمود في العلاقات التجارية قد يمتد حتى نهاية 2025، بحسب توقعات “وي شيونغ”، رئيسة أبحاث الغاز في شركة “ريستاد إنرجي”، التي أكدت أن الشركات الصينية ستتجه بشكل متزايد إلى إعادة بيع الشحنات الأميركية إلى أسواق بديلة في أوروبا وآسيا.
العامل اللافت هو أن الصين لا تواجه أزمة طاقة في الوقت الراهن، فالمخزونات وفيرة بفضل شتاء معتدل. هذا يمنح المشترين الصينيين مرونة غير معتادة في التصرف بالشحنات، ما أتاح للأسواق
بهذه الخطوة، لا تقتصر تداعيات الخلاف الأميركي الصيني على الملفات السياسية فقط، بل تتغلغل عميقًا في أسواق الطاقة العالمية، لتعيد رسم خطوط التجارة وتوازنات القوة، وتُنبئ بأن الصراع الجيوسياسي بات المحرك الأول لتحولات سوق الغاز العالمي.
المصدر: وكالات