في تطور غير مسبوق يعكس تصدعاً داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، صادق رئيس الأركان إيال زامير، اليوم الخميس، على قرار بفصل جنود احتياط نشطين وقعوا عريضة تطالب بإنهاء الحرب المستمرة على غزة، مقابل إعادة الأسرى الإسرائيليين.
الخطوة جاءت بعد توقيع 970 جندي احتياط – بينهم قادة بارزون سابقون في سلاح الجو – على رسالة علنية دعت لوقف القتال، معتبرين أن استمرار الحرب لا يخدم سوى المصالح السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وليس الأمن القومي.
زامير اعتبر توقيع الجنود “خرقاً للثقة” وسلوكاً لا يمكن القبول به داخل صفوف الجيش، مؤكداً أنه لا مكان في القوات المسلحة لمن يعارض علناً سياسة الحرب ثم يعود إلى الخدمة. وفيما هدد قادة سلاح الجو بفصل الجنود الرافضين لسحب توقيعاتهم، لم يتراجع سوى عدد قليل حتى الآن.
من بين الموقعين أسماء لافتة، أبرزها القائد الأسبق لأركان الجيش دان حلوتس، والقائد الأسبق لسلاح الجو نمرود شيفر، وشخصيات عسكرية رفيعة أخرى، مما زاد من وقع الرسالة داخل الأوساط السياسية والعسكرية والإعلامية في إسرائيل.
الرسالة التي تصدرت عناوين الإعلام الإسرائيلي طالبت بـ”عودة الأسرى فوراً، حتى وإن تطلب الأمر وقفاً فورياً لإطلاق النار”، محذرة من أن استمرار القتال قد يؤدي إلى مقتل الأسرى واستنزاف قوات الاحتياط.
الجنود المحتجون أكدوا أن الحرب، التي دخلت عامها الثاني، لم تحقق أهدافها، بل عمّقت معاناة المدنيين في غزة، الذين يعانون من مجاعة ودمار شبه كامل للبنية التحتية، وأدت إلى أكثر من 166 ألف ضحية بين قتيل وجريح، في ظل حصار خانق ومستمر منذ 18 عاماً.
التمرد العسكري هذا يسلّط الضوء على تزايد التململ داخل إسرائيل، ليس فقط في الشارع، بل في قلب جيشها.
فهل تتحول هذه الرسالة إلى شرارة تمرد أوسع؟
المصدر: وكالات




