في مشهد يعكس تصاعد القسوة التكنولوجية في الحروب، كشف اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والإستراتيجي، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الذكاء الاصطناعي على نحو غير مسبوق لتعقّب مقاتلي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. وأوضح أن الاحتلال اعتمد في بداية العدوان على أخذ بصمات صوتية وبصرية لـ37 ألف شخص، بهدف رصد تحركاتهم واستهدافهم عبر الصواريخ، ضمن سياسة تعقّب رقمية دقيقة.
الدويري أشار إلى أن نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي يستند إلى مبدأين بالغَي الخطورة: ففي حال رُصد مقاتل مسجل في قاعدة البيانات، يُمنح الجندي الضوء الأخضر لقتل 10 مدنيين للوصول إليه، وإذا كان المستهدف قائداً في الصف الأول، يُسمح بقتل 100 مدني، ما يثير تساؤلات قانونية وأخلاقية حادة. وقد أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن هذه الأساليب تؤدي إلى أضرار مدمرة بحق المدنيين، وتنتهك قواعد القانون الدولي الإنساني.
الدويري أوضح أن المعركة في غزة تغيّرت جوهرياً مع تسلّم إيال زامير قيادة الأركان، حيث أصبحت المعادلة القتالية ترتكز على القوة الجوية بنسبة 80%، تليها المدفعية والقوات البرية بنسبة أقل. ونتيجة لذلك، بات نحو 90% من ضحايا العدوان الفلسطينيين يسقطون جراء الغارات الجوية، كما تؤكد التقارير.
أما على مستوى التحركات السياسية، فقد ربط الدويري زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمنطقة الشمالية من غزة بالاعتراضات المتزايدة داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية على استمرار الحرب، والتي تجاوزت عتبة الـ100 ألف معترض. ويسعى نتنياهو عبر هذه الزيارة لتأكيد وحدة الموقف مع الجيش، رغم توجيه الأخير لتنفيذ أجندات سياسية وشخصية.
في ظل كل ذلك، يزداد الوضع في غزة قتامة، مع تصاعد العدوان الذي لا يفرّق بين مقاتل ومدني، وتحوّل التكنولوجيا المتقدمة إلى أداة قتل جماعي دون مساءلة.
المصدر: وكالات