شهد المسجد الأقصى المبارك خلال الأيام الأولى من عيد الفصح اليهودي لعام 2025 تصعيدًا خطيرًا وغير مسبوق في وتيرة اقتحامات المستوطنين، وفق ما أفادت به محافظة القدس. الأرقام تشير إلى تضاعف واضح في أعداد المقتحمين مقارنةً بالعام الماضي، حيث بلغ عددهم 494 في اليوم الأول، وارتفع إلى 1149 في اليوم الثاني، قبل أن يصل إلى 1732 مستوطناً في اليوم الثالث—all تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي المقابل، فرضت سلطات الاحتلال قيودًا صارمة على الفلسطينيين، تمثلت بمنع دخولهم إلى المسجد الأقصى، واحتجاز هوياتهم على البوابات، وتحويل البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية محصّنة، نُشرت فيها آلاف العناصر الأمنية والحواجز. هذا المشهد التصعيدي جاء في ظل سماح الاحتلال للمستوطنين بأداء طقوس دينية وتلمودية استفزازية داخل باحات المسجد، لا سيما في الجهة الشرقية، حيث سُجّل أداء طقوس مثل “بركات الكهنة” والصلوات الجماعية والانبطاح بالأرض وارتداء “الطاليت” و”التفلين” وسط رقص وغناء.
ولم تتوقف الانتهاكات عند حدود الطقوس الدينية، بل طالت العاملين في دائرة الأوقاف وخطباء المسجد، الذين تعرضوا للاستهداف والإبعاد عن الأقصى، في محاولة لإفراغه من الحضور الإسلامي والوظيفي.
المشهد ازداد توتراً مع مشاركة شخصيات إسرائيلية رفيعة في الاقتحامات، مثل عضو الكنيست المتطرف عميت هاليفي والحاخام شمشون إلباوم، بدعم واضح من جماعات “جبل الهيكل” المتطرفة التي نظّمت حملات لحشد المستوطنين، وقدّمت وسائل نقل وجولات مجانية تحت شعار “أيام الاقتحامات المركزية”.
مركز معلومات وادي حلوة في القدس رصد مشاركة واسعة من الحاخامات والطلاب والنساء والأكاديميين وأعضاء كنيست، مع تواصل الدعوات لاقتحامات إضافية خلال الأيام المتبقية من العيد، ما يعكس خطورة المرحلة وتهديدها لوضعية الأقصى التاريخية والدينية.
المصدر: وكالات