في خطوة أحدثت صدمة في سوق التكنولوجيا العالمي، أعلنت شركة إنفيديا أنها ستتكبد خسائر قدرها 5.5 مليارات دولار بسبب القيود التي فرضتها الحكومة الأميركية على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين، وتحديدًا رقاقة H20 التي تعد من أكثر منتجات الشركة تطورًا والمخصصة للسوق الصينية.
القرار الأميركي يأتي في إطار سعي واشنطن لتقويض تقدم الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر الحد من وصولها إلى تقنيات الحوسبة المتقدمة، حيث تمثل رقائق إنفيديا عنصرًا حاسمًا في بناء وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة. ورغم أن H20 أقل قوة من نظيراتها الأميركية المخصصة للأسواق الأخرى، إلا أنها تلعب دورًا مهمًا في مرحلة “الاستدلال” – أي قدرة النماذج على تقديم إجابات فورية، وهو المجال الأسرع نموًا في صناعة الرقائق حاليًا.
الضربة جاءت ثقيلة على إنفيديا، إذ انخفضت أسهمها بنحو 6.46%، بينما كشفت الشركة أن القيود ستظل سارية إلى أجل غير مسمى، وأنها تشمل قيودًا على المخزونات، والتزامات الشراء، والاحتياطيات المرتبطة بشريحة H20.
وتواجه الشركات الصينية الكبرى مثل تينسنت، وعلي بابا، وبايت دانس تحديات متزايدة في الحصول على هذه الرقائق، في وقت يتزايد فيه الطلب على نماذج الذكاء الاصطناعي منخفضة التكلفة، خاصة من شركات ناشئة مثل “ديبسيك”.
ورغم هذه القيود، أعلنت إنفيديا أنها تخطط لبناء بنية تحتية عملاقة للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة بقيمة 500 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة، بالتعاون مع شركاء مثل TSMC، في خطوة تعكس التحول نحو التصنيع المحلي والتقليل من الاعتماد على الصين.
القيود الأميركية تمثل أكثر من مجرد سياسة تجارية، بل هي فصل جديد من حرب التكنولوجيا بين القوتين العظميين، حيث تسعى كل منهما للهيمنة على مستقبل الذكاء الاصطناعي.
المصدر: وكالات