في خطوة أثارت تساؤلات واسعة حول مستقبل الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، بدأت الولايات المتحدة فعلياً سحب مئات الجنود من شمال شرقي سوريا، وفقاً لما كشفته صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤولين أميركيين. القرار، الذي دخل حيز التنفيذ الخميس الماضي، شمل إغلاق 3 قواعد تشغيلية من أصل 8 في المنطقة، مما خفّض عدد القوات الأميركية هناك إلى حوالي 1400 جندي.
المصادر أوضحت أن التوصيات بخفض القوات جاءت من قادة ميدانيين على الأرض، لكن مع ذلك، توصي القيادة العسكرية العليا بالإبقاء على ما لا يقل عن 500 جندي أميركي في سوريا، ما يشير إلى أن واشنطن لا تعتزم الانسحاب الكامل في الوقت الراهن، بل تسعى إلى إعادة تموضع تكتيكي يتماشى مع أولوياتها الاستراتيجية الجديدة.
اللافت أن القرار الأميركي لم يلقَ ترحيباً في تل أبيب؛ فقد كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل حاولت إقناع واشنطن بعدم تنفيذ الانسحاب، لكنها فشلت في تغيير المسار. وهو ما يعكس قلقاً إسرائيلياً متزايداً من تداعيات الفراغ الأمني المحتمل في شرق سوريا، لا سيما مع تصاعد نفوذ إيران وحلفائها في تلك المنطقة.
الانسحاب المحدود هذا يأتي في ظل بيئة إقليمية متوترة، وفي وقت تعيد فيه الولايات المتحدة ترتيب أوراقها في المنطقة، ربما لصالح ملفات أكثر إلحاحاً كأوكرانيا أو احتواء الصين. ومع أن عدد القوات المنسحبة لم يُعلن بدقة، فإن الخطوة تفتح الباب أمام تساؤلات حول مصير الشراكة الأميركية مع “قسد”، ومستقبل التوازنات العسكرية في سوريا.
فهل يشكل هذا الانسحاب بداية لانسحاب أوسع؟ أم أنه مجرد خطوة تكتيكية في مسار طويل من إعادة التموضع الأميركي في الشرق الأوسط؟ الأيام القادمة وحدها ستحمل الجواب.
المصدر: وكالات