وسط أجواء سياسية واقتصادية مشحونة، يواصل الذهب تألقه كملاذ آمن للمستثمرين، مسجلاً أرقاماً قياسية لم يشهدها السوق من قبل. فقد قفز سعر المعدن الأصفر في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليبلغ 3346.20 دولاراً للأوقية، مقترباً من أعلى مستوى تاريخي سجله سابقاً في الجلسة عند 3357.40 دولار. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.4% لتصل إلى 3359.50 دولار.
هذا الارتفاع الصاروخي يأتي في وقت يزداد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، ما يدفع المستثمرين إلى التحوّط بالذهب، خاصة مع تصاعد التحركات الحمائية. الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر مؤخراً بفتح تحقيقات حول إمكانية فرض رسوم جمركية جديدة على واردات المعادن الأساسية، كما شملت المراجعات واردات الأدوية والرقائق الإلكترونية.
في المقابل، ردّت الصين بصرامة، حيث طلبت من شركات الطيران تجميد استلام طائرات بوينغ، بينما شددت واشنطن القيود على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي لشركة إنفيديا إلى الصين. هذه التطورات أعادت رسم المشهد الاقتصادي العالمي، ودفعت المستثمرين نحو الأصول الآمنة وفي مقدمتها الذهب.
اللافت أن المعدن النفيس سجل ارتفاعاً يفوق 27% منذ بداية العام، مدفوعاً بمخاوف التضخم واضطراب الأسواق. كما أن تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب.
أما باقي المعادن الثمينة، فشهدت تذبذباً محدوداً؛ إذ ارتفعت الفضة بنسبة 0.1% إلى 32.78 دولاراً، وصعد البلاتين 0.2% إلى 969.05 دولاراً، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.7% إلى 964.75 دولاراً.
في ظل الغموض العالمي، يبدو أن الذهب لا يلمع فقط، بل يزأر كوحش يحتمي به القلقون من العواصف القادمة.
المصدر: وكالات