في ليلة دامية على الساحل الغربي لليمن، سقط 38 قتيلاً، بينهم مسعفون، وأصيب العشرات، إثر قصف أميركي استهدف ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة، بحسب وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين). القصف الذي وُصف بـ”العدوان”، لم يكن الوحيد، إذ تواصلت الغارات على الميناء نفسه، في مشهد أعاد للأذهان فصولاً من الحصار والمعاناة التي طالما رزح تحتها اليمنيون.
وبحسب قناة “المسيرة”، فقد امتدت الهجمات لتشمل محافظة البيضاء بوسط البلاد، حيث استهدفت 3 غارات المجمع الحكومي في مديرية مكيراس، إلى جانب غارتين على منطقة الصمع في أرحب، بمحافظة صنعاء. فيما تم تسجيل أربع غارات أخرى على منطقة رأس عيسى في الحديدة، حيث يعد الميناء شرياناً حيوياً لإدخال المساعدات والبضائع إلى اليمن منذ افتتاحه عام 1961.
القيادة المركزية الأميركية أعلنت من جهتها مسؤوليتها عن تدمير منشآت وقود في ميناء رأس عيسى، مؤكدة أن الهدف هو “تقويض القوة الاقتصادية للحوثيين”، لا استهداف الشعب اليمني، وفق تعبيرها. وأضافت أن الضربات تأتي لمنع تهريب السلاح والوقود لما وصفته بـ”منظمة إرهابية”، في إشارة إلى جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
ومنذ منتصف مارس الماضي، شنّت الولايات المتحدة مئات الغارات على اليمن، خلفت 125 قتيلاً و256 مصاباً، معظمهم من النساء والأطفال، وفق إحصاءات الحوثيين. وتأتي هذه التصعيدات بعد أوامر من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي توعد بشن “هجوم كبير” ضد الجماعة، عقب مواصلة استهدافها لإسرائيل وسفن بحرية مرتبطة بها، رداً على العدوان الإسرائيلي على غزة.
هكذا، يظل اليمن في مرمى نيران متعددة، يدفع ثمنها المدنيون، بينما تستعر لعبة المصالح والنفوذ على أرضه المنهكة بالحروب.
المصدر: وكالات