في خطوة مفصلية تعكس تحوّلات إقليمية متسارعة، جمعت العاصمة القطرية الدوحة لقاء ثلاثياً ضم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس السوري أحمد الشرع، بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. هذا اللقاء – الأول من نوعه بين السوداني والشرع – جاء في ظل تصاعد الأحداث في سوريا، والتدخلات الإسرائيلية المتزايدة على أراضيها، إضافة إلى مساعي قطرية لإعادة ترتيب البيت العربي من الداخل.
مصادر عراقية وصفت الاجتماع بـ”الحاسم”، وأكدت أن بغداد تتابع عن كثب التحركات العسكرية الإسرائيلية في سوريا، وتعتبرها تهديداً مباشراً لأمن المنطقة. في المقابل، عبّر السوداني عن استعداد العراق لفتح صفحة جديدة مع دمشق، داعياً إلى تمثيل كافة مكونات الشعب السوري في العملية السياسية، ومشدداً على أهمية التنسيق في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، خاصة على الحدود المشتركة.
من جهة أخرى، نقلت قناة الجزيرة أن اللقاء تناول سبل دعم الاستقرار في سوريا، وأهمية عودة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي، بما يشمل التعاون الاقتصادي والأمني. كما جددت بغداد دعوتها للشرع لحضور القمة العربية المرتقبة في بغداد منتصف مايو، في إشارة واضحة إلى مسعى عراقي لدمج سوريا مجدداً في المحيط العربي.
وفي السياق ذاته، جاء اللقاء ضمن سلسلة تحرّكات دبلوماسية تقودها قطر هذا الأسبوع، ركزت بشكل خاص على تهدئة التصعيد في غزة، وإيجاد مقاربات سياسية جديدة للأزمات المزمنة في المنطقة.
الرئاسة السورية، من جانبها، أشادت باللقاء، معتبرة أنه خطوة أولى نحو استعادة التعاون العربي المشترك، وتعزيز أمن واستقرار سوريا والعراق كركيزتين رئيسيتين لأمن المنطقة.
بهذا اللقاء، تلوح في الأفق ملامح تحالف عراقي سوري جديد، برعاية قطرية، يحمل في طياته طموحات لكسر العزلة، وترميم ما خلّفته سنوات الانقسام والحروب.
المصدر: وكالات