لليوم الـ36 على التوالي، لا تزال غزة تحت وقع القصف الإسرائيلي العنيف، حيث تتعرض الأحياء السكنية ومخيمات النازحين لهجمات متواصلة خلفت مزيداً من الشهداء والدمار. أكثر من 27 مدنياً سقطوا منذ فجر اليوم، لترتفع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 51 ألفاً، والجرحى إلى نحو 117 ألفاً منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
الوضع الإنساني يزداد قتامة، حيث حذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة من أن مخزونات الغذاء والأدوية الأساسية في غزة باتت شبه معدومة بعد 50 يوماً من الحصار والتجويع، وسط صمت دولي مريب.
ميدانياً، أعلنت كتائب القسام عن كمين نوعي استهدف قوة هندسية إسرائيلية شرق حي التفاح في غزة، حيث تم تفجير نفق مفخخ أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال، في مشهد يعكس قدرة المقاومة على مفاجأة الجيش الإسرائيلي رغم القصف الكثيف.
وعلى الجانب الآخر، تعيش إسرائيل أزمة سياسية عاصفة، حيث فجّر رئيس جهاز “الشاباك” رونين بار جدلاً واسعاً بمذكرة قانونية قدمها للمحكمة العليا، حمّل فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤولية فشل أمني، متّهماً إياه باتخاذ قرارات شخصية خطيرة، بينما رد مكتب نتنياهو باتهام بار بالكذب. هذه المواجهة غير المسبوقة بين رأسَي الأمن والسياسة كشفت عمق الانقسام داخل المؤسسة الحاكمة.
وفي الضفة الغربية، لا تقل وتيرة القمع دموية، إذ استشهد ثلاثة مدنيين خلال الساعات الماضية، فيما واصلت قوات الاحتلال حصارها لمخيم نور شمس لليوم الـ70، وأجبرت عشر عائلات على إخلاء منازلها بالقوة.
وفي مؤشر تصعيدي خطير، كشفت صحيفة “هآرتس” عن تقديم نواب من الائتلاف اليميني الحاكم مشاريع قوانين لضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
غزة تُقصف، الضفة تُخنق، وإسرائيل تغلي من الداخل… والحرب تبدو أبعد ما تكون عن نهايتها.
المصدر: وكالات