في مشهد متكرر من التصعيد الإسرائيلي بالضفة الغربية، اقتحم مستوطنون إسرائيليون، صباح اليوم، البلدة القديمة في مدينة الخليل، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أغلقت الطرق المؤدية إلى المنطقة، ومنعت الأهالي من المرور أو حتى الاقتراب، لتأمين تحركات المستوطنين الذين مارسوا استفزازاتهم وسط أجواء من التوتر والغضب.
بالتوازي، شهدت بلدة دورا جنوب غرب الخليل عملية اقتحام عنيفة، حيث انتشرت القوات الراجلة في شوارعها، واعتلت أسطح عدد من المنازل، في حين أُجبر أصحاب المحال التجارية على إغلاق أبوابهم قسرًا بعد مصادرة تسجيلات كاميرات المراقبة.
وفي مدينة جنين، كانت المعاناة أشد وطأة، إذ أجبرت قوات الاحتلال عشرات العائلات الفلسطينية على النزوح القسري من حي الزهراء. وأكد شهود عيان أن الجنود اقتحموا المباني السكنية ومنحوا السكان مهلة لا تتجاوز خمس دقائق فقط لإخلاء منازلهم، دون السماح لهم بجمع مقتنياتهم الضرورية، قبل أن يعتقلوا عددا من سكان الحي.
يأتي هذا التصعيد في وقت دخل فيه العدوان الإسرائيلي على طولكرم ومخيمها يومه التسعين، وعلى مخيم نور شمس يومه السابع والسبعين، وسط عمليات اقتحام واسعة، وانتشار مكثف للآليات العسكرية وفرق المشاة في أحياء المدينة والمخيمات المحيطة.
وفي ظل المجازر المستمرة في غزة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون تصعيد انتهاكاتهم بالضفة الغربية، حيث أدت الاعتداءات الأخيرة إلى استشهاد أكثر من 956 فلسطينيًا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، بالإضافة إلى 16,400 حالة اعتقال، وفق إحصائيات فلسطينية.
تصاعد الانتهاكات يكرس واقعًا دمويًا، ويضاعف معاناة الفلسطينيين الذين يواجهون آلة الاحتلال بصدورهم العارية وسط صمت دولي مريب.
هذا التصعيد الممنهج يكشف ملامح سياسة الاحتلال القائمة على تفريغ المدن الفلسطينية من سكانها الأصليين، عبر القمع والتهجير القسري، في محاولة لفرض واقع استيطاني جديد بالقوة. وبينما تتسارع الهجمات على الأرض، يعيش الفلسطينيون يومياتهم تحت تهديد دائم، في ظل غياب أفق سياسي وغياب المساءلة الدولية، مما يزيد من تعقيد المشهد وينذر بمزيد من الانفجار في الضفة الغربية وسائر الأراضي المحتلة.
المصدر: وكالات